فهد الضويحي
موازين الربح والخسارة
رائع هذا الختام.. وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
أول (عمل) بعد التمام الشكر.
بلوغ رمضان وحده، يستلزم الشكر.
لو قام ألف ليلة يشكر ربه على بلوغ ليلة القدر ما وسعه شكره.
مغفرة ماتقدم من الذنوب لكل من صام وقام إيمانًا واحتسابًا..أليس يستلزم الشكر؟
الهداية لهذه النعم كلها وغيرها سواء التي لم يرها بعضنا، أو أَلِف رؤيتها،ثم الثبات عليها أليس يستلزم الشكر؟
بلوغ رمضان على عافية وعمل صالح, ظاهر أو باطن أو لازم أو متعدٍّ يستلزم الشكر.
بلوغ رمضان أيضًا لكن في عمل أضدادها من القبائح سواء في نفسك أو تزيينها للناس والمجاهرة بها ثم لايباغتك الموت بل يُفسح لك بالأجل ويوسع عليك بالرزق فهو يستلزم المسارعة للتوبة والإصلاح والشكر أيضًا.
إن ختام الشهر يلحقه بعض الأعمال الخاصة به، وأعمال تلحق كل عمل صالح.
*الاستغفار: التقصير حاصل لا ريب في صلاةٍ وصيامٍ وقيامٍ وأخلاقٍ وصحةٍ وقراءة قرآن، أو تعامل مع زوجة وأهل البيت أو إمام مسجد أو رجل مرور أو جار أو صديق أو...
يأتي هنا الاستغفار عقب العمل الصالح يُذهب النقص،يهذب النفس، ويصحح المسار،كما جاء بُعيد الصلاة والحج، وهذه حسنات جليلات، فكيف بالسيئات؟
*التكبير: من ليلة العيد إلى صعود الخطيب المنبر، فالرجال يرفعون أصواتهم، والنساء يرفعن أصواتهن في حضرة نساء أمثالهن أو في بيوتهن وإلا انخفض في حضرة الرجال، والانتباه في تشجيع وتعليم الأبناء على هذه الشعائر.
*زكاة الفطر: واجبة على جميع المسلمين رجالهم ونسائهم صغارهم وكبارهم، أحرارهم وعبيدهم.ومنهم من استحبها على الأجنة في بطون أمهاتهم.
هي من شعائر الدين الظاهرة،ولا يحسن بأمثالنا الاقتصار الدفع عبر الأجهزة الحديثة، بل الأفضل للقادرين إظهارها بمشاركة أهل البيت وتدريب الصغار على هذه العبادة من الكيل والشراء وتقديمها للمحتاجين. كم تساهلت بيوتات في هذا؟ وإذا فعلنا كيف نتوقع الأثر الجميل ؟
*صلاة العيد: مظهر اجتماع المسلمين بالمساجد أول مظاهر الشكر المستوجبة للشكر.
مساجدنا.. نقطة إطلاق الفرحة.
كم انطلقت الرسالات من بيوت الله بالفتوحات الربانية والروحية والأخلاقية والفكرية والعسكرية والاجتماعية. فتأمل.
ختام الشكر.. أن يهبك الله توفيقه ويمنحك هداه الاستمرار في رسم الفرح والترفيه على أهل بيتك والدوائر المحيطة خاصة هؤلاء الصغار زينة الدنيا ومستقبل الأوطان، ثم المشاركة مع الدوائر البعيدة بالبرامج والفعاليات المبهجة والترفيهية دون إخلال بالحدود الشرعية التي وضعها الشارع الحكيم، والتواصي على هذا، وإن القرب من هؤلاء والتفاعل مع برامجهم وشكرهم لبذل المزيد والمضي في هذا الطريق نعمة تستوجب الشكر.
كما أن البعد عن مشاركة أولئك الذين جحدوا النعم وقاموا على أسباب ذلك، وتوجيههم وعرض البدائل برفق ولين فإن لم ينفع الأخذ في التحذير من برامجهم ومشاريعهم كما أرشدنا لهذا القرآن الكريم والسّنة الشريفة. هذه تستحق أيضًا الشكر.
{فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ}
هذه طريقة ومنهج قدوة إمام الشاكرين
( أفلا أُحِبُّ أنْ أكُونَ عَبْدًا شَكُورًا )
شكرٌ مابَعْدَهُ شكر.
إن رمضان كما هي المواسم الأخرى يستحق عرض أعمالنا عليه والنظر في موازين الربح والخسارة في أشكاله المتعددة، وهو مشروع عام للأمة، ينبغي استثماره في كل عام.
ماذا بعد؟
كما نعمل إلى سلامة البلوغ، نعمل إلى بلوغ السلامة.