م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1 - هل خطر في بالكم لماذا يعيش دائماً الأشخاص الذين يتأففون من الحياة ويتذمرون من الحظ ويشتكون من الدنيا في قاع الحياة بالفعل! وهل هم بفعلهم ذلك يصفون واقع حالهم الذي لا حيلة لهم فيه، أم إن تلك المشاعر والأحاسيس هي التي أدت بهم إلى الوصول إلى تلك الحالة التي هم عليها الآن؟
2 - العقل كما يقول دارسوه كيان هلامي الشكل والمعنى في ذهن الناس.. فهو يتشكل لكل واحد منا بشكل مختلف ويعني لكل واحد منا معنىً مختلفاً.. فالعقل لا يمكن أن يكون له شبيه آخر.. لا من ناحية التجربة أو المعرفة أو القدرة الإدراكية ولا من ناحية الطموح والآمال والأماني.
3 - يقول دارسو العقل أيضاً إن الإنسان العاقل لا يستخدم من عقله إلا أقل من عُشْر طاقته وقدرته وإمكاناته.. وقال آخرون بل أقل من ذلك بكثير.. والسؤال الذي يثار دائماً في مراكز الأبحاث ولدى المفكرين المهتمين بهذا الموضوع هو: لو استطاع الإنسان أن يستفيد من عقله إلى أقصى درجات إمكاناته.. ويتجاوز في قدرته على استخدامه النسبة التي حددها العلماء إلى عشرين أو ثلاثين أو ثمانين وربما الوصول إلى نسبة مائة في المائة.. فما الذي يمكن للإنسان حينئذ فعله وتحقيقه؟
4 - الحقيقة أنها حالة محيرة.. ومؤخراً انتشرت أبحاث وكتابات ومؤلفات تخصصت في هذا الأمر.. بل وصل الحال ببعض مراكز التدريب في الغرب أنهم صاروا يدربون الناس على كيفية تحصيل ديونهم المعدومة في السوق عن طريق التفكير.. وكيف يزيدون من الفرص الاستثمارية التي تعرض عليهم.. بل وكيف يخفضون من درجة حرارة أجسامهم إذا ارتفعت عن طريق التفكير.. وتوسع البحث في العقل إلى درجة التدريب العقلي الذي يحقق الصحة والحب والثقة بالنفس والهدوء الداخلي.
5 - يقول العلماء: إن مستقبل الإنسان وحياته يتشكلان بالفعل داخل عقل الإنسان ذاته.. فكل ما نؤمن به ونتخيله هو الأساس المحدد لكل ما سوف نمارسه ونعيشه في الواقع.. ويخلصون إلى أن السر وراء الحياة الناجحة الصحية المتوازنة الأكثر إنجازاً تكمن في ذات الفرد.. فإن كانت حياته الداخلية سلبية فإن حياته الواقعية الحقيقية سوف تكون سلبية هي الأخرى والعكس صحيح.. وإن سر النجاح يكمن في تعلم كيف تغير ما بداخلك إن كان سلبياً.. وتحفزه إن كان إيجابياً.