هيئة التحرير بالثقافية:
تحييكم الجزيرة الثقافية، وتبارك لكم حلول عيد الفطر المبارك، وتسأل الله العلي القدير أن يتقبل منكم صالح الأعمال.
لا تحضر مناسبة العيد، إلا ويكون هذا البيت حاضرًا يتردد على ألسنة من يغشاهم العيد، ولكن ما معنى هذا البيت وما هي حكايته؟
إن مُنشد هذا البيت شخصية غنية عن التعريف، والإبانة، فمن منا لا يعرف شاعر العربية الكبير المتنبي، مجالس الملوك والأمراء، الذي كانت نفسه تتوق إلى الجلوس على كرسي الحكم والإمارة، لعل هذا الكرسي يرضي غروره ونرجسيته الطاغية.
لقد دفع الطمعُ المتنبي للارتحال من بلاط سيف الدولة الذي كان يحكم جزءًا من الشام ليتجه إلى أرض الكنانة ليبحث عن لبنات المجد الذي أراد أن يشيده صرحًا عليًا إلا أنه انهد فوق رأسه.
هبط إلى أرض مصر وبدأت علاقته بكافور الإخشيدي والي مصر بالتطور الإيجابي، وقد كانت قصائد المديح تنهال على كافور الذي لم تسعفه الإشارة ولا التلميح! وبعد أن نفد صبر المتنبي طلب منه صراحة أن يوليه على إحدى الأقطار، فماكان من كافور إلا أن رفض طلبه، فبدأت العلاقة بينهما تسوء، حتى عزم المتنبي على الهروب وكتب قصيدته العينية المشهورة التي منها هذا البيت:
عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ
وهرب بعد ذلك من مصر وترك كافور يواجه مصيره المحتوم وظل الناس يرددون هذه الـ 30 بيتًا حتى ساعة كتابة هذه السطور، وبيت العيد الذي أشرنا إليه يحمل دلالة مهمة وهو انتظار المتنبي للأخبار السارة قبيل عيد الأضحى سنة 350هـ، فقد كان يتشوق أن يحمل له العيد أخبارًا سارة بعد أن ترك أهله ومحبيه في الشام عامًا كاملاً إلا أن العيد جاء ليحمل معه الهم والحزن والنكد كما ترويه حكايته، فهل ستردد أخي القارئ هذا البيت بعد أن انجلى لك معناه؟