الأفكار التي شكلت العالم
تاريخ موجز لفكر الإنسان
المؤلف: فيليب فرناندز أرميستو
ترجمة: علي عيسى داوود، مراجعة: حسام خضور
مدخل:
تتحرك الحضارة الإنسانية مثل حركة الشمس... من الشرق إلى الغرب.
منقول عن رفيق تاكسي!
كتاب يتسارع معك إلى قمة الجمال والمتعة والفكر، يشدك من أسوأ حالاتك الذهنية لترتقي معه فوق غيوم النشوة والإبداع، وتمتطي صهوة اللذة والإشباع، من أجمل الكتب التي قرأت، ممتع ومفيد وجميل، يتكلم من برج عال ليس غروراً ولكن علواً من زاوية عين الطائر محاولاً أن يكون محايداً قدر المستطاع.
يقسّم المؤلف الأفكار لعدة أنواع يمكن تصنيفها إلى ثلاثة محاور رئيسية، المحور الفلسفي وفيه بدأ الإنسان يفكر بمدى صحة وصواب أفعاله وتصرفاته، والمحور الديني وفيه بدأ الإنسان يفكر في فلسفة الأرواح كبداية للأديان الوثنية، ثم فكرة الإله الواحد، أما المحور الاجتماعي فيلقي الضوء على تصنيف الفلاسفة والمفكرين للمجتمعات وطريقة التعامل معها.
كان أول ظهور للأفكار في القرن الثامن قبل الميلاد نتيجة التبادر الاقتصادي والاحتكاك الثقافي بين البشر في أوراسيا، ومناقشة موضوعات الكون والمادة والوجود وبدايته ونهايته. ثم ينتقل إلى فكرة تصادفني كلما قرأت عن الأفكار والتاريخ الإنساني، وهي فكرة التراكم الحضاري، فالحضارة مهما حاول البعض المبالغة في مدح حضارة معينة تبقى عمل تراكمي، يقول المؤلف: «إن ما تعلمناه قليل جداً، وإن تفكيرنا قد تراكم بالتأكيد».
تبدأ رحلة الكتاب من الشرق بالحديث عن فترة القرن الخامس قبل الميلاد إلى الأول قبل الميلاد، ودور الصين فيها، والتي لم تكن مجرد ثقافة مُقلِدة كما يُشاع عند البعض، فهي قوة مؤثرة ومبتكرة منذ القِدم كمنافس حقيقي للغرب وأوروبا تحديداً في مجال الاختراعات والابتكارات، وكذلك العرب وإن خف بريقهم حالياً، بينما الهند وفارس، كانوا مميزين عقلياً وفلسفياً.
دينياً، يشير إلى تنوع أفكار الآلهة قديماً، ما بين تسلسل هرمي لمجمع الآلهة الكبير عند اليونان، أو اثنين واحد للخير وآخر للشر عند الفرس، أو تعدد آلهة في إله واحد عند الهنود في عقيدة شبيهة بفكرة التثليث النصرانية، وفكرة التوحيد التي بدأت تاريخياً عند الفراعنة ممثلة بأخناتون، حتى وصلنا إلى فكرة الإله بصورته الحالية ـ حسب المؤلف ـ وهو إله الأديان السماوية، مع ملاحظة أننا هنا ننقل الأفكار ولا نقر بها.
فيما يخص الأفكار الاجتماعية أشار إلى أن هناك أفكاراً تؤمن بضرورة تقييد تصرفات الإنسان والمجتمعات بشكل عام. وذلك من خلال فترة ما يسمى بالقانونيين في الصين، ويمثلها قول الحكيم الصيني هسو تشينغ: «إن طبيعة الإنسان شريرة».
أما الفكرة الثانية تؤمن بصلاح الإنسان والمجتمعات، وظهرت هذه الفكرة فيما يسمى بعصر الحكماء، ويمثلها كونفوشيوس بقوله: «الإنسان يولد صالحاً إذا فقد ذلك وعاش فسيكون ذلك مجرد حظ».
أخيراً...
التاريخ الإنساني تراكم حضاري لأفكار نتج عنها أحداث أدت إلى أفكار أخرى نتتج عنها أحداث جديدة.
ما بعد أخيراً...
التاريخ فكرة، حدث، فكرة، حدث، وهكذا بدون توقف.
** **
- خالد الذييب