علي الزهراني (السعلي)
الساعة الآن الثامنة والنصف وقت صلاة العشاء وبعدها التراويح، أفطرت مغرباً ثم ذهبت إلى موعدي حتى لا أصدم بكبسة حديدية في طريق مزدحم فأنا أعشق التوقيت لا أزيد عليه ولا أنقص إلا في حدود الاتقان المهم سألت أحدهم : هل هذا المكان وسميته فأشار بذكاء بقوله ربما, تأكدت حين تركته بلطف من موقعي بإعادة فرّ البوصلة «بالقوقل ماب»، إذ ظننت يقيناً بأنه هدفي وإليه جئت، بعد برهة سألت الرجل مرة ثانية عن أقرب المساجد من موقعي هذا فألمح أنه هناك في آخر الشارع الشيء العجيب, حين عدت لسيارتي وإذ بالذي سألته ينطلق مسرعاً بسرعة مع إحداث صوتٍ سمعه كل من مرّ بالشارع المقابل، ضحكت قلت في نفسي: «ربما الرجل طفش من سؤالي له»، فعلا صليت التراويح حيث فاتتني صلاة العشاء فأكملتها مع الإمام صاحب الصوت الجميل لكن الله يسامحه طوّل في القراءة شعرت أن سمّانتي تنفجر من مكانهما، طلبت الأجر من الله وأكملت ونسأل الله القبول..
وصلت لمكاني الذي أقصده، المكان ممتلئ بكل مشهور من إعلاميين، كتّاب، روائيين، شعراء، ورياضيين وفلاشات الكاميرا في كل مكان تصيد الجميع وتتجاهلني ضحكت بملء فيّ وقلت بيني وبين نفسي «أنا سعلي وأظهر ليلاً أكيد ما حد شافني».
هناك وجدت الذي دعاني رحب بي كثيراً، ثم تركني ليرحب بالبقية، فعذرته، كنت مع كل هؤلاء كالذي أول مرّة أتى من قريته ليدخل إلى مدينة، هنا روائي أعرفه وقرأت بعض رواياته، وهناك إعلامي ذبحنا باتحاديته وثرثرته لكني أحبه صراحة، الشيء العجيب حين رأيته وهو يدعو لرياضة المشي وشاهدت شكله والتعديات التي على جسمه إن رآها موظف بلدية لأعطاه مخالفة, المهم وهنا شعراء وإعلاميون المكان يعج بالمشهورين ثقافياً وأدبياً وإعلامياً طبعاً لا أقصد بالمشهورين الحمقى لالالا شهرتي التي أقصدها في الثقافة والأدب والإعلام لا شهرة تفاهة ومحتوى فارغ من كل شيء.
وكـ غيري أردت التعريف بنفسي والسلام عليهم وهذا من حقي لكن بيني وبينكم «هُسْ» ندمت وليتني لم أفعل العجيب رأيت تناقضاً فيما يكتبونه في حساباتهم وكتبهم غرور واضح وفاضح بشكل مفرط ومبالغ فيه بصراحة قلت لأحدهم: معك علي السعلي تركني ليحادث فتاة سلمت عليه, ضحكت بملء فيّ بصراحة وحمدت الله أني سعلي وليس سعليّة والآخر سلمت عليه وعرفت بنفسي قال بالحرف : هلا هلا دون اهتمام تركني وجلس يشرب ماءً ويحتسي عصيراً. العجيب وقت العشاء المفتوح هذان المغروران جلسا على طاولة ثلاثة من يجلس عليها متملقون وسيدتان ولا تسمع إلا ضحكاً هذا لا اعتراض عليه من حقهم، ولكن حين هممت بالانصراف ودعت من دعاني لأشكره لكن من حسن ظنه بالسعلي قال للمغرورين هذا علي السعلي كاتب.. وهما يتبادلان الضحكات مع السيدتين الفاضلتين تركت المكان وكلي غيظ كيف سمحت لنفسي أن أحشر نفسي مع هذا الغرور كيف ارتميت في أحضانه ولم انتبه.
أيها المغرور لن يستقيم حرفك وأنت في لسانك اعوجاج.
أيها المغرور لن تكون ذا شأن وأنت في قرارة نفسك ضعيف هزيل قميء.
أيها المغرور اجعل ما تكتبه على الورق يعكس طبيعتك, بئس الثقافة والأدب والإعلام إذا غلفت بغرور.
سطر وفاصلة
انتهى حرفي كيف صار
ولم يقرؤوه بشر
أين سطوري سرت
كيف نامت يا صاحب الحرف
كيف كانت في انتظار السيد غياب
بعد أن كانت حلم المتعبين
كيف وكيف وكيف