الثقافية - مسعدة اليامي:
العلاقة ما بين القانون والكتابة قواعد ينصاع لها السلوك الإنساني, فدراسة القانون من وجهة نظر الحلو ترفد المنجز الإبداعي بالقيم وفق الكتاب والسنة, ويرى في ذلك التذوق والإنسجام مع البيئة الإسلامية العربية الإفريقية.
ضيف اللقاء الصحفي والروائي الأستاذ: صديق محمد أحمد الحلو.
* لن أسألك ما علاقة الإبداع الكتابي بالقانون والشريعة, ولكن ما الذي اكتسبهُ الإبداع من ذلك التخصص؟
القانون قواعد ينصاع لها السلوك الإنساني، لكي تنظم المجتمع وتساعد على تطوره.كذلك الإبداع إيقاع وانسجام جمالي، أعتقد أن دراسة القانون ترفد المنجز الإبداعي بقيم إبداعية, والشريعة هي وفق الكتاب والسنة، عندها يكون التذوق والإنتاج منسجماً مع بيئتنا الإسلامية والعربية والإفريقية.
* كيف كانت البداية مع القصة والرواية قراءة وكتابة؟
البدايات دائماً ليست سهلة. أقرأ لكتابي الأثيرين وأوطد علاقتي مع مشاعرهم وأصادق المعاصرين في مجال القصة القصيرة والرواية, والمثابرة تؤدي للنجاح والمشاركة في مسابقات القصة القصيرة في الصحف لتعرف أين تقف مع من حولك من مجايلين.
* حدثنا عن دور خير جليس في حياتك الثقافية, وأي الثقافات كانت تحظى بنصيب الأسد قراءة ومتابعة عندك ولماذا؟
الاهتمام بالفكر الأصيل وثراء التجربة الإنسانية عند الكتّاب الروس. التحليل والاستنباط واستجلاء أدق دقائق الحياة عند الكتّاب الإنجليز. رحابة الخيال وحب الاستبصار عند الفرنسيين. الرصانة والجزالة, والعاطفة الوجدانية عند الكتّاب العرب.
* الكاتب ابن بيئته ماذا تشكل عندك تلك الجملة؟
للبيئة دور كبير في حياة الكاتب، نشأت على ضفاف النيل الأبيض بوسط السودان في منطقة زراعية ومراعٍ على مدّ البصر، من هنا تبلورت الأفكار, وكانت التفاصيل حاضرة ونسج العلاقات التي كانت مليئة بالحب والحنان,والتجانس والصراع أحياناً, وهنا لابد من تمازج الواقع بالخيال والأحلام مع الواقع وتسير المشاعر في تناغم مما يشكل مخزوناً ثرياً من التجارب.
* ما الذي أضافه انتسابك للعديد من الهيئات والاتحادات؟
الاتحادات والروابط تجعلك توظف إمكانياتك, وتقارنها مع تجارب الآخرين حيث تلتقط المدركات وتجود التكثيف بالمقارنات والتجسيد حيث تشف اللغة ويصير التعبير موحياً بما وراء المحسوس من مشاعر وخلجات تعطيها من دانيتك لتخرج متفردة وبذلك تكون قد امتلكت بصمتك وعلى الوافد الجديد أن يجود أدواته ثم يأتي لمثل هذه التجمعات والتي سيستفيد منها حتماً.
* كيف تقرأ الرواية والقصة السودانية في المشهد الثقافي العربي والعالمي, وكيف تصنف ما قدمت من أعمال روائية في ذلك المضمار الثقافي؟
الرواية السودانية لها خصوصيتها فهي خلاسية آفرو عربية لذلك اكتسبت طابعها المتفرد, خطوطها الإيحائية, كلماتها الوافرة مما يدعم الفكر والفن الجمالي الروائي, ويكسبه تفرداً تميزاً وجدةً وقدرة عالية للتواصل مع المتلقي الآخر في العالمين العربي والإفريقي.
* كيف كانت بدايتك مع الثقافة السعودية, ومن هم الأدباء الذين قرأت لهم, وماذا أفدت من ذلك, وماذا عن عضويتك لنادي القصة السعودي, وما هي قصة المسابقة التي شاركت فيها مع الروائي عبده خال؟
لي مع السعودية حكايات ثرة في بواكير عمري قبل35 عاماً حيث اشتغلت في مدينة جدة وكنت أكتب في صحيفة الشرق الأوسط, وعكاظ, واليوم,والمدينة.كانت هناك صفحة في جريدة عكاظ يشرف عليها مصطفى إدريس في زمن سعيد السريحي اسمها أدب الشباب الواعد, شاركت في مسابقة للقصة القصيرة وفزت ضمن عشرة آخرين.أذكر منهم عبده خال وقال مصطفى إدريس إنهُ يتوقع لهؤلاء الشباب مستقبلاً زاهراً في مجال الإبداع. أما نادي القصة السعودي بالفيس بوك إدارة المبدع خالد اليوسف أضاف لي الكثير، والكتاب السعوديون متميزون جداً,ولديهم لغة ثرية ومجتمع باهر أحببته كثيراً, وقرأت لأغلب الكتاب المتميزين (عبدالله الجفري, غازي القصيبي,عبدالله الصيخان, محمد الثبيتي, عبدالله الفيصل وكل من فاز بالبوكر وكتارا.
* قدمت رواية رسام الملكة عبر منبر منتدى الرواية السودانية الافتراضي, كيف كانت تلك الأمسية, وما هي قراءتك لذلك المنتدى الذي شكل قبلة للاهتمام بالرواية السودانية؟
قدمت روايتي رسام الملكة مؤخراً في منتدى الرواية الافتراضي وهو منتدى قيم يضم كتاباً عرباً وسودانيين ونقاداً وإعلاميين فهو يقوم بعمل كبير بقيادة ربانه المبدع الروائي الأستاذ محمد الخير حامد لقد كانت أمسية ثقافية جيدة بحق طُرحت فيها أفكارٌ قيِّمة ومفيدة.
* فُرضت الحرب على الروائي السوداني في كتابته الروائية, كيف تنظر إلى ذلك؟
الحرب رغم قساوتها ومأساويتها وما تجلبه من دمار وأحزان إلا أنها رفدت الرواية السودانية بحرارة فجعلتها رائدة وجديرة بالاحتفاء.
* الروائي الطيب صالح هل هو الوحيد الذي عَرف بالرواية السودانية, أم هناك روائيون لم يحالفهم صوت الإعلام بإيصال أعمالهم, وماذا عن الروائية؟
الروائي العالمي الطيب صالح ليس هو الوحيد هناك الكثيرون الذين كتبوا روايات متميزة فازت في مسابقات مختلفة منهم علي سبيل المثال وليس الحصر: عيسى الحلو, إبراهيم اسحق, الحسن البكري , أمير تاج السر, عمر فضل الله, أحمد حسب الله الحاج, عبدالعزيز بركة ساكن, حمور زيادة, الزين بانقا, محمد الطيب, مهند الدابي, علي الرفاعي, عماد البليك, محمد الخير حامد, منصور الصويم, عمر الصايم,أحمد ضحية, ومن المرأة زينب بليل, بثينة خضر مكي, سارة الجاك, آن الصافي.
* أذكر لنا مجموعة من الروايات السودانية تستحق القراءة و المتابعة من قبل القراء؟
رواية أطياف هنري ولكم لـ مهند الدابي, روايات الزين بانقا. رواية مامبا سوداء لـ أسامة رقيعة, رواية فشودة لـ أحمد حسب الله الحاج, رواية نسيان ما لم يحدث لـ عيسى الحلو, كاجوما رواية هشام ادم, رواية فضيلي جماع زغرودة في حوش أبا الناير, رواية فلين جذور الصفصاف جمال الحاج, روية شاورما لـ عماد البليك, رواية العطر الفرنسي لـ أمير تاج السر, رواية قافية الراوي لآن الصافي, رواية أنفاس صليحة لـ عمر فضل الله, رواية ورشة دالينس لـ محمد مصطفى الأمين, رواية لوغريثمات العنكبوت لـ علي الرفاعي, رواية رحلة الشركسي من الشيشان إلى شيكان لـ إبراهيم جبريل, رواية مار خدر لـ عمر الصايم, رواية تخوم الرماد لـ منصور الصويم.
* ما ذا تعني لك الصحافة, وأي نوافذها ولجت, وهل كانت لك مشاركات خارج الإطار الصحفي في الصحف والمجلات السودانية؟
الصحافة لها منهجها وطريقتها المختلفة لكن بالنسبة لكاتب القصص أو الروائي هي الأقرب, عملت في الصحافة الثقافية منذ العام1985 مشرفاً على الملفات الثقافية في الصحف والمجلات وعملت برامج إذاعية وتلفزيونية مهتمة بالإبداع والكتابة الجمالية عموماً.
* الصحافة تعد جينات ميتة أم أنها تمتلك القدرة على تخليد ذكرى الكاتب مثل الأدب الذي يعتبر أيقونة خلود؟
الصحافة لها أهميتها ويمكن للصحافي النابه أن يبدع في التحليل والحوارات والأخبار وكتابة التقارير.أما الإبداع فعلاً هو إيقونة الخلود.
* كيف ترى النقد, وهل أنت ممن يتابع الأعمال الإبداعية باستمرار لمعرفة الجديد الذي يستحق النقد, أم أن لك معايير في ذلك العمل؟
النقد مهم للعملية الإبداعية, وهو في ذات نفسه إبداع ومنهج ودراسة, وبه تسير العملية الإبداعية للأفضل, أنا متابع جداً للعملية الإبداعية باستمرار, ومع كل جديد مبتكر ولابد أن يستهويك وتحبه العمل الجديد حتى تكتب عنه.
* ما هي رؤيتك المستقبلية للسرد العربي, و هل ترى أن البوصلة سوف تقف عند الأعمال الرقمية وهجر الكتاب الورقي؟
السرد العربي في حالة تطور مستمرة والمستقبل أمامه مشرق, لا أعتقد أن الكتاب الورقي سيهجر قريباً بل سيسير جنباً إلى جنب مع الوسائل الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي, المهم الانتماء للوطن العربي الكبير, وحبه والانحياز لقضايا الوطن والأمة العربية, والوطن العربي ثري بناسه وأماكنه وفيه طاقات هائلة من المبدعين الإنسانيين المليئين برحابة الخيال والتسامح والتواضع والسخرية والتباين في الحياة, والطبيعة ثراء يجعلك تحس بالسعادة ويمكن أن تنتج ثقافة رفيعة تعبر عن خصوصيتنا ونرفد بها العالم وتكون تلك مشاركتنا بجدارة.
** **
- شرفة على الفنون الأدبية