عمر إبراهيم الرشيد
عادة الادخار لاتتيسر للأغلبية من الناس وقلة منهم من يجيدها، لأن هذه العادة إن لم تغرس في الصغر فمن الصعب التحلي بها لاحقاً، تماماً مثل أي سلوك أو عادة إيجابية. ذلك أن المال إن لم يستثمر في عقار أو مشروع أو أسهم ونحو ذلك، فإنه عرضة للإنفاق. هنا يحسب لشركة أرامكو ومن ضمن سمات التميز الدولية فيها، أن الموظف حالما يباشر وظيفته فيها يدخل برنامج الادخار، والذي يستمر طوال فترة خدمته في الشركة، وعند التقاعد أو ترك العمل يمنح مدخراته مع ربح تشغيلها من قبل الشركة.
هنا أتساءل عن القطاع الحكومي من وزارات ومؤسسات وهيئات، أين هي من هكذا برنامج يخدم المواطن ويعينه على الادخار واستثمار جزء من راتبه، لمن يرغب بطبيعة الحال، فيستفيد الموظف والجهة، تماماً كما يجري عمله بالنسبة لاقتطاع نسبة التقاعد والتأمينات. ومعلوم التأثيرات الإيجابية على الدورة الاقتصادية الوطنية والاجتماعية لمثل هذا البرنامج. ويمكن الاستفادة من تجربة شركة أرامكو في هذا الميدان فالقطاع الحكومي وشبه الحكومي والخاص تكمل بعضها في تشكيل الاقتصاد الوطني والتنمية الاجتماعية، وتكمل دور الحكومة أيدها الله في إعمار البلاد وبناء الإنسان.
كما لهذه المبادرة إسهام في ترشيد السلوك الاستهلاكي والاقتصادي للموظفين وذويهم. خبئ قرشك الأبيض ليومك الأسود مثل وحكمة، إنما في وقتنا الراهن وتغير الظروف الاقتصادية وتشعب وتسارع إيقاع الحياة، لابد من أدوات تساعد على الادخار الذكي والناجح، إلى اللقاء.