سارا القرني
تمهيداً للحملة الوطنية لمكافحة المخدرات.. وحسب الأخبار المتداولة، تبدأ المملكة مطلع العام القادم 1445هـ بعمل فحص شامل عن السموم لكل موظفي الدولة والقطاع الخاص، وذلك بعد زيادة وتيرة تهريب المخدرات إلى المملكة وبطرق متعددة ومختلفة مما يؤكد ولا يدع مجالاً للشك أنّ بلاد الحرمين مستهدفة بشكل خاص من عصابات المخدرات الدولية.
في كلّ يوم تصدر المديرية العامة لمكافحة المخدرات بياناً تعلن فيه إحباط تهريب كميات مهولة من المخدرات بشتى أنواعها إلى المملكة، زامن ذلك زيادة في عدد المتعاطين، قابلته زيادة في أساليب التوعية ورسائل التحذير من المكافحة مدعومة بكل أجهزة الدولة.
قرار فحص السموم لموظفي الدولة والقطاع الخاص استقبلته الصدور بحماسة وتأييد، كما استقبلت من قبل وبذات التأييد قرار فحص السموم عند الفحص الطبي للزواج، هذه الآفة التي دمرت بيوتاً ويتمت أبناءً وكانت سبباً في إضاعة الشباب المزدهر للكثير من أبناء المجتمع.
أنا أؤمن أن المواطن هو درع الوطن الأول.. لذلك علينا التكاتف لتوعية المجتمع من هذا الخطر الذي بات هاجساً لدى الكثيرين، وذلك عبر المشاركة بقوة في حملات التوعية، واقتراح الحلول والطرق التي تساعد في اجتثاث هذه الآفة من جذورها، ولإيماني بمبدأ «ابدأ بنفسك أولاً» فقد آثرت طرح أفكار ومقترحات ستسهم بإذن الله في الحد من ازدياد المتعاطين ورفع نسبة المتعافين، وربما لاقت المقترحات صدى لدى كلّ غيور على دينه ووطنه:
1- إعداد منهج أو مادة تعليمية توعوية عن المخدرات لكافة المراحل الدراسية، لحاجتنا الشديدة لمنهج توعوي نبين فيه خطورة المخدرات على الفرد، الأسرة والمجتمع.
2- إنشاء مراكز في جميع مناطق المملكة للمبادرة للعلاج المبكر طواعية وبسرية تامة، كالمراكز التي أنشأتها وزارة الصحة للقاحات كورونا، وجلب المستثمرين والرعاة لافتتاح مراكز غير ربحية لعلاج الإدمان.
3- توزيع بنرات توعوية متجددة في الأندية الرياضية، على أن تكون دورية كل شهر أو شهرين بإضافات جديدة وتوعية مختلفة عن سابقاتها.
4- بالتعاون مع وزارتي الشؤون البلدية والتجارة.. توجيه المجمعات التجارية (مولات أو متاجر كبرى بمختلف أنواعها) بتوزيع البنرات التوعوية عن أضرار المخدرات، أو توجيههم بتركيب شاشات عرض تتناسب مع حجم المساحة لتحمل رسائل توعوية يمكن تجديدها بسهولة، وربط الحصول على موافقة تصريح البلدية بهذه المسألة لتمتلئ بلدنا بالرسائل التوعوية في كلّ مكان، كما فعلت وزارة الصحة عندما ألزمت كل المجمعات والمراكز التجارية بإجراءات معينة لتسمح لها بمزاولة النشاط مما أسهم في القضاء على وباء كورونا.
5- إلزام هيئة الإعلام المرئي والمسموع بالتالي:
1- نشر إعلان توعوي عن خطر المخدرات على اللوحات الإعلانية بالطرقات في جميع مناطق المملكة أو فيلم وثائقي من دقيقة لدقيقتين مرة واحدة كل شهر، ويفضّل أن تكون قبل الرواتب بيوم واحد.
2- إلزام الحسابات الإعلامية والموثقة في وسائل التواصل الاجتماعي أو الحاصلين على رخصة موثوق من وزارة الإعلام بالتوعية ضد المخدرات مرة واحدة شهرياً كي يراها الجميع، فبعض الحسابات لهم متابعون بمئات الألوف ومن واجبهم تجاه الوطن المساهمة في التوعية بخطر المخدرات.
6- إلزام دور السينما بعرض فيلم قصير قبل أي عرض سينمائي لا تتجاوز مدته دقيقتين، ويكون بطريقة مبتكرة، وحبذا لو كانت فاصلاً قصيراً في منتصف الفيلم السينمائي، ليسهم في توعية المشاهدين وأغلبهم من فئة الشباب، وكذلك وضع استاندات عند مداخل السينما للتحذير من خطر المخدرات.
لا بد من تكثيف الحملات التوعوية كي نضيّق الخناق على كل مروج، ونحمي وطننا وأبناءنا من هذه الآفة المدمرة.