محمد بن عبدالله آل شملان
من الطبيعي أن تتمحور نقاشات المواطنين داخل المملكة أو حتى خارجها عن الحراك التنموي، الذي هو أكبر حراك متسارع، يقترب من تحقيق أهداف رؤية، حُدِّد تاريخ تطبيقها بالعام 2030، ومع ذلك الحراك تأتي رغبة القيادة الرشيدة - أعزها الله - في استضافة معرض «إكسبو 2030»، والذي سيتم إعلان الدولة المستضيفة من خلال اجتماع الجمعية العامة الـ171 للمكتب الدولي للمعارض عبر التصويت، الذي سيعقد في العاصمة الفرنسية «باريس» نهاية نوفمبر 2023.
ومع أعمال الحملة الترويجية لاستضافة معرض «إكسبو 2030 « في مدينة الرياض، وحركة الماكينة الدبلوماسية السعودية في مختلف الدول، نتأمل قول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله -: «إننا نعيش في مرحلة تفرض الكثير من التحديّات، مما يتطلب نظرة موضوعية شاملة لتطوير آليات الاقتصاد، وهو تطوير يجب أن يكون مبنياً على الدراسة والأُسس العلميّة الصحيحة»، وأيضاً قول صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض - حفظه الله -: «ما نمر به اليوم تاريخ لا ينسى وتحدٍّ مع الزمن سنجني قريبًا منجزاتٍ وأعمالًا لا تخطئها الأنظار».
صناعة المستقبل
يقول صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض - حفظه الله -: «لن ننظر إلى ما قد فقدناه أو نفقده بالأمس أو اليوم، بل علينا أن نتوجه دوماً إلى الأمام « رسالة بليغة وموجهة لجميع المواطنين، أن لا نعير اهتماماً للمشتتات، بل يجب علينا أن نركز على تعزيز مستقبل هذا الوطن، وبناء وطن المستقبل، بالنظر إلى الأمام والعمل على تحقيق الأهداف، فنحن نسابق الزمن، وليس هناك لدينا وقت للرد على من يشكك أو من يحبط أو من يثبط.
نظرتنا في مسيرة وطننا التنموية لا تقارن، بل تعمل شيئاً جديداً، لا ننظر إلى من سبقنا، بل نجتهد ونفكر ونبتكر ونبدع.. هكذا نصنع المستقبل في وطن الإنجازات، وطننا الكبير (المملكة العربية السعودية)، يعود ذلك إلى الرؤية الطموحة لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين - أيده الله -، كما قال سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ـ يحفظه الله ـ: « طموحنا أن يكون اقتصادنا أكبر مما نحن فيه اليوم، كيف نخلق بيئة جذابة وجيدة ورائعة في وطننا، كيف نكون فخورين في وطننا، كيف يكون وطننا جزءاً مساهماً في تنمية وحراك العالم سواء على المستوى الاقتصادي أو البيئي أو الحضاري أو الفكري»، وذلك عبر أسلوب عمل حكومي متميز، استطعنا من خلاله إعطاء نموذج إيجابي أدى لتكوين تحالفات جديدة من دول صديقة، تؤمن بدور المملكة الريادي، وتأخذ في عين اعتبارها أن تستفيد دول العالم من التجربة السعودية المتميزة.
وسيبقى وطننا الكبير (المملكة العربية السعودية) بإذن الله تعالى، عنواناً للتميز والتقدم الذي يراهن عليه العالم.
خطابات أميرية
قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض ـ حفظه الله ـ بتاريخ 29 أكتوبر 2021م:
- «هذا الترشح يُعد تحدياً مُهماً ورمزياً للمملكة العربية السعودية، معرباً عن ثقته بمقدرة المملكة والتزامها بإقامة نسخة تاريخية من معرض أكسبو الدولي بأعلى مراتب الابتكار، وتقديم تجربة عالمية غير مسبوقة في تاريخ تنظيم هذا المحفل العالمي».
- «نعتقد أن إتاحة الفرصة للبلدان التي تقدم العطاءات لأول مرة لتنظيم معرض إكسبو العالمي ستعزز الدور الموقّر للمكتب الدولي للمعارض كمنصة للتفاهم بين الثقافات والتبادل البشري، وتعكس الطبيعة المتغيرة لعالمنا المتطور».
- «ستتزامن استضافتنا معرض «إكسبو 2030» في الرياض مع عام نحتفل فيه بتتويج جهودنا الرامية إلى تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030».
- « إن معرض «إكسبو 2030» سيُشكّل فرصة مميزة لمشاركة العالم دروسنا ونتائج جهودنا المرتبطة بهذا التحول غير المسبوق الذي أنتجته الرؤية، والتي تمثل إطاراً استراتيجياً يهدف لتقليص اعتماد المملكة على النفط ودفع التنوع الاقتصادي وتطوير قطاعات الخدمات العامة كالصحة والتعليم والبنية التحتية والترفيه والسياحة».
- «إن رؤية 2030 تمثل طموح المملكة للمستقبل، رؤية اعتمدت على الطاقة اللامحدودة لشبابنا بهدف إيجاد مستقبل أكثر استدامة لمصلحة الأجيال القادمة، وكان لزاماً على المملكة استشراف المستقبل، والاستفادة من مزاياها، وإطلاق العنان لإمكانياتها الاقتصادية في جميع القطاعات والمجالات، بالاعتماد على جهود شعبها والعمل مع شركائنا في جميع أنحاء العالم».
الاستجابة والتفاعل
تظهر الاستجابة الكبيرة بالتفاعل مع حملة تنظيم المملكة لمعرض إكسبو 2030 التي أطلقتها الجهات المعنية، تزامناً مع مشهد التغيير والتطوير، وحجم النجاح الذي تحفزه مبادرات القيادة الرشيدة ـ أعزها الله ـ في نشر الأفكار المبتكرة، والمبادرات الرائدة، وترسيخها كثقافة مجتمعية أصيلة قادرة على رسم المستقبل في القضايا والتحديات والفرص البشرية.
وصول حجم تأييدات الحملة إلى 85 من 170 دولة في 8 أشهر فقط، مؤشر بارز على أن الحملة تكتسب توهجاً متصاعداً في التفاعل معها من جميع الدول في جميع قارات العالم، وهذه النتائج تترجم إقبال الدول على دعم أعلى دولة في معدلات النمو بين دول مجموعة العشرين خلال عام 2022م على نحوٍ مستدام، هذه الحملة الترويجية، التي سارت بفكر قيادة فريدة، تعلي سقف العطاء في كل مرة، وتقلب نظريات العمل الإنساني، بالعمل الحثيث والسعي الجاد إلى تطوير الحلول المبتكرة لمشاكلنا العالمية وتوسيع دائرتها واستدامتها، لتمتد إلى أكبر عدد من الدول في العالم، وتقدم مساهمات غير مسبوقة في وضع أطر للحلول الممكنة عالمياً.
هذه الاستجابة الكبيرة من الدول العربية والإفريقية وبعض دول أوروبا، تترك رسائل كثيرة وكبيرة، أولها الإجماع على التزام المملكة برسالتها الإنسانية، عبر حراك عالمي جامع لا مثيل له على المستوى العالمي، يقوده خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده ـ حفظهما الله ـ، وتتفاعل معها الدول بكل أطيافها وأفرادها ومؤسساتها، وهي كذلك تأكيد على مواصلة هذا المنهج وتزايد نتائجه تتويجاً لمسيرة سعودية طويلة في اتجاه العطاء والبذل المستدام.
رأينا منذ بداية الحملة التميز في اختيار شعار الاستضافة «حقبة التغيير: المضي بكوكبنا نحو استشراف المستقبل»، الذي نرى فيه عوامل التحفيز والإغراء لقبول الملف الذي تم تقديمه إلى المكتب الدولي للمعارض لاستضافة إكسبو 2030، واليوم نرى التفاعل الاستثنائي من الجميع، الأفراد والشركات ومؤسسات القطاعين الحكومي والخاص، واليوم أيضاً نرى ختام اجتماعات أعضاء بعثة المكتب الدولي للمعارض مع عددٍ من الوزراء، بالإضافة إلى الخبراء المختصين، بهدف مناقشة الجوانب الفنية المختلفة التي تم تقديمها سابقاً في ملف الترشح.
حظوة الفوز
حظوة الفوز بتنظيم هذا المحفل العالمي بمشيئة الله كبيرة، ولن يساور أحد أدنى شك في قدرات الرياض، ودولة المملكة عامة، فالعمل يجري على قدم وساق لتحويل المملكة إلى مكان عالمي المستوى للتواصل والثقافة والعمل المناخي.
فالخطط طموحة للاستضافة، منها بناء واحدة من أكبر شبكات النقل العام في العالم، وإنشاء مساحة خضراء في قلب مدينة تبلغ مساحتها 4 أضعاف مساحة «سنترال بارك» في مدينة نيويورك، وزراعة 15 مليون شجرة، وتحويل شوارع الرياض إلى أعمال فنية، كما تتزامن مع الاستضافة، الرؤية السعودية التي تعمل على تحويل المملكة إلى قوة استثمارية عالمية، وتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط واحتضان صناعات عالية التقنية المستدامة، متطلعة إلى احتلال المركز الـ 15 في أقوى اقتصاديات العالم، ولهذا أطلقت مشاريع كبيرة جديدة مثل نيوم والقدية ومشروع البحر الأحمر، وغيرها، وكذلك أطلقت مناطق أربع اقتصادية.
ولديها مبادرات طموحة من خلال استراتيجية استدامة الرياض لتقليل استهلاك الطاقة، وإعادة تدوير المياه والنفايات، التي تهدف إلى تحويل الرياض إلى مدينة مستدامة من خلال الحد بشكلٍ كبير من انبعاثات الكربون.
الانتظار والظفر
إلى بقية الدول الـ85: لقد أصبح وطننا قطباً سياسياً واقتصادياً يمكن الاعتماد عليه، حاله كحال الدول الـ35 التي استضافت معارض الإكسبو المقامة منذ عام 1851م، وكحال دولة اليابان التي ستستضيف إكسبو 2025، خاصة أن وطننا بات يملك أفكاراً جديدة تتلاءم مع المستقبل، ويدير أموره وفق حوكمة بارزة، ويفتخر بوجود رجالات وشباب يعملون باحترافية مذهلة، ومواطنين يرحبون باستضافة أكثر من 40 مليون زائر من مختلف دول العالم.
الرياض.. كعاصمة للمملكة أثبتت أنها متطورة.. متقدمة.. واحدة من أسرع المدن نمواً في العالم.. لديها عقلية العواصم العالمية المزدهرة.. تحتاج اليوم لصوت دعم واهتمام مستحق، نظير عطائها، ليجسد اتساع مساحة التميز والريادة، وهي العاصمة الكبيرة بتاريخه وسكانها وجغرافيتها وحركة العمران فيها.
جميل أن يكون العدل والإنصاف ومنح الفرصة ارتكازًا للتصويت، والأجمل أن يكون الاستثناء لمن يخدم المستقبل، ويقاتل لتحقيق العيش الأفضل للشعوب وازدهار التنمية، وهو ما تفعله ـ بحق ـ المملكة العربية السعودية، بقيادتها الرشيدة، ومواطنيها ذوي الهمة والطموح العالي.
ادعموا المملكة.. لأنها تستحق.
ادعموها.. لأنها الأفضل.
ادعموها.. لتتسع قاعدة الكبار.
بل ادعموا كل من يريد مواصلة مسيرة تقدم الإنسانية جميعاً.
ما أجمل أن يكون اسم المملكة في لوحة السجل الشرفي لتاريخ إكسبو.
من شمال الوطن إلى جنوبه ومن شرقه لغربه: طموحنا لا حدود له أبداً.
وشكراً لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض، وشكراً لفريق عمله في الهيئة، ولجميع الوزارات والهيئات والمؤسسات.. خطواتكم تستحق الفرح.. الفخر.
وفي انتظار سماع الخبر المبهج في شهر نوفمبر بمشيئة الله تعالى، إنه الفخر العظيم والثقة غالية والضوء التنموي لخدمة البشرية جمعاء، ويعيش الملك ويعيش الوطن.