د. محمد بن إبراهيم الملحم
استمراراً لما كتبته الأسبوع الماضي عن التقويم الدراسي وإشكالية عدم حضور الطلاب في رمضان وكذلك عدم حضورهم في الأيام «الميتة» وهي تلك التي تكون نهاية أسبوع فتقع إما نهاية إجازة أو بداية دوام أود أن أتحدث اليوم عن الأسس التي يفترض أن يقوم عليها التقويم الدراسي، وفي هذا السبيل سأستخدم ما اتبعته في التقويم الدراسي الذي اقترحته في مقالي السابق والذي رسمته لثماني سنوات قادمة حتى 2031، وهذا رابطه مرة أخرى لمن يود الاطلاع http://twitdoc.com/upload/mialmulhim/my-calendar-for-school-schedule-study.pdf وقد كان هدفي من تقديم هذا التقويم المقترح هو فقط إثبات نظريتي في إمكان عمل تقويم دراسي بنفس الفترة الزمنية لأيام العمل لكل فصل دراسي (أي بما يغطي المنهج تدريساً واختباراً) مع توفير إجازة بفترة رمضان كاملاً، وكذلك توفير إجازة لما بين الفصلين تكون كافية لتتنفس الأسر الصعداء فتسافر إما لزيارة أهلهم أو للسياحة، ذلك أن فترة سبعة أيام (الحالية) قليلة، ولذلك زدتها إلى 11 يوماً، ولو كانت 14 يوماً فهو أفضل وهو ممكن في الواقع ولكني لم أشأ أن أقدم شيئاً شديد الغرابة فيصعب تقبله أكثر.
إن هذين الملمحين فيما يتعلق بالإجازات هي ثاني أسس التقويم الدراسي بعد الأساس الأول وهو الفترة الزمنية لكل فصل دراسي مقاسة بعدد أيام العمل والتي لاحظت من خلال استقرائي للتقاويم الدراسية للسنتين الماضيتين أنها في حدود 55 إلى 65 يوماً لكل فصل دراسي ولذلك جاءت خطتي في هذا المجال حيث كانت بين 56 إلى 63 يوماً بمتوسط 59 يوماً للفصل الدراسي الواحد. وكذلك الأمر بالنسبة للإجازة الصيفية فقد كانت شهرين كاملين 60 يوماً وهو ما تقيدت به في خطتي أيضاً. الأساس الثاني الذي يجب أن يهتم به التخطيط للتقويم الدراسي هو أن تنتهي الإجازة بنهاية الأسبوع ويبدأ الدوام مع بدء الأسبوع التالي أي يوم الأحد فبهذه الطريقة يضمن من يخطط حضور الطلاب التام، وهو ما اتبعته في إجازات ما بين الفصلين ففي حين أنها أسبوع ونصف إلا أنها لا تبدأ يوم الأحد لأنها حينئذ ستنتهي الثلاثاء أو الأربعاء.. لكنني بدأتها الثلاثاء أي أن الأحد والاثنين قبله دوام وحيث أنها أيام اختبارات فيستحيل أن يتغيب عنها الطلاب، وهكذا تستمر إجازة ما بين الفصلين أسبوعاً ونصفاً من الثلاثاء حتى الخميس من الأسبوع التالي أي أن الدوام يستأنف يوم الأحد مما يتحقق معه ضمان حضور الطلاب.
أود أن أشير أني لا أقول ذلك لإيماني بصحة سلوك الطلاب (وإقرار أولياء أمورهم لهم) في تفويت تلك الأيام (الميتة) ولكن لأنه واقع فرض نفسه فلابد من التعامل معه بطريقين الأول: تعديل السلوك وهو ما يحتاج إلى كثير من التربية والتوعية ونتائجه تظهر على المدى الطويل، والثاني: تخفيف المشكلة mitigation وهو شيء أثره قريب وملموس فوراً وهو ما تقوم به خطة تقويم دراسي تراعي الواقع، وتعمل بشكل موازٍ للطريق الأول طويل المدى حتى يحقق نجاحاته وبعدها يمكن للخطة أن تغير نهجها هذا. في الأيام الفائتة تحدث كثيرون عن هذه الإشكالية كما رصدت بعض وسائل الإعلام المرئية حالات مدارس لم تتم دراسة الطلاب فيها أول يوم من الدراسة باعتباره وقع في نهاية الأسبوع، وهو واقع مؤسف ونتمنى أن تبدأ وزارة التعليم جهوداً جدية وبأفكار إبداعية للتخلص من هذه الظاهرة وتأسيس مفهوم قويم للالتزام بالدوام الرسمي للمدرسة سواء لدى الطالب أو ولي وولية الأمر، وكذلك تشجيع المدارس غير المنضبطة على بث روح الجدية والتزامها والقيام بالواجب الأخلاقي في هذا المجال قبل الواجب الرسمي.
سأتحدث عن بقية الأسس في المقالة القادمة بإذن الله.
** **
- مدير عام تعليم سابقاً