علي الصحن
كتبت في هذه الزاوية يوم الخميس 23 نوفمبر 2017م، وبعد لقاء الذهاب الذي انتهى في الرياض بهدف لمثله، وقبل يومين من لقاء الإياب على النهائي القاري بين الهلال وأوراوا الآتي:
«لا يوجد مستحيل في كرة القدم، هناك أشياء صعبة بالفعل، لكن مع حسن التدبير وبعض التوفيق يمكن تجاوزها وكسر عنادها.
في لقاء الذهاب في النهائي الآسيوي/ هنا لا بد من الإشارة إلى بعض الأخطاء التي تسببت في الهدف الوحيد للفريق الخصم، وهي أخطاء تتكرر للأسف» لكن المحصلة في النهاية أن الهلال هو الأفضل والأجدر والأكثر حضوراً واستحواذاً ومحاولة، لكنها كرة القدم، والحظ في النهاية / تتكرر الجولة، ويحل الحسم، والهلال مؤهل -بإذن الله - لتكرار تفوقه الفني وحضوره وهز الشباك، والفريق الياباني صعب بلا شك لكن الهلال بشيء من الهدوء والتركيز سيكون قادراً على العودة باللقب/ من المهم تنبيه اللاعبين إلى عدم الوقوع في الأخطاء في وسط الميدان، مع وضع ساتر قوي في هذه المنطقة، المباراة الأولى كشفت أن الفريق الياباني يرتد بشكل سريع، ويستفيد من أخطاء وسط الهلال بشكل خطير، من المهم أيضاً ترتيب أوراق الدفاع، ففي الهدف الذي دخل مرمى الهلال، كان هناك مهاجم واحد مقابل أربعة، ومع ذلك اهتزت الشباك/ قبل كل شيء يجب تحضير الفريق نفسياً وذهنياً للمقابلة، والتأكيد للاعبيه أنهم الأفضل، وأنهم قادرون على تجاوز الخصم والظروف/ من الواضح أن الأمر لم يكن كما يجب السبت الماضي، وعدة مناسبات كشفت ذلك وليس المجال لذكرها/ لاعبو الهلال في اختبار حسم صعب، وهم لها متى ما كانوا في يومهم، بعيداً عن الأخطاء والفلسفة واللعب بما يفوق الإمكانيات الفنية لكل لاعب/ لا يحتاج الهلال للكثير، نتيجة الرياض لم تكن الطموح، لكنها أيضاً ليست بذات القدر من السوء، وهدف واحد فقط كفيل بتغيير كل قواعد اللعبة، ونقل الضغوط من كفة إلى الأخرى، وعندها سيكون بمقدور الأزرق أن يتحكم بخيوط المباراة، وبلوغ مراد/ في النهاية وفي مثل هذه المواجهات وبعد الصافرة الأولى يكون زمام القيادة بيد اللاعبين واللاعبين فقط، لدرجة قد تصل للتمرد على تعليمات وقناعات الجهاز الفني، فهل يقول نجوم الهلال كلمتهم، ويقودون فريقهم للذهب؟ الجميع بالانتظار» ... انتهى.
واليوم وبعد ما يقارب الخمس السنوات وخمسة أشهر أجد الظروف تتكرر ولا أصدق في هذه الحال من عجز البيت القائل: «ما أشبه الليلة بالبارحة»، وكل الأماني بأن يختلف الأمر فيما يتعلق بالنتيجة النهائية للمباراتين، وأن يعود الهلال من اليابان باللقب من جديد.
ما يقال عن إياب 2017 يُقال اليوم تماماً، والتوصيات التي كانت تقدم لدياز ولاعبيه تتكرر اليوم، وقد فطن البعض لذلك قبل لقاء الذهاب الأسبوع الماضي، وطالبوا المدرب وفرقته بالتعامل مع المباراة بواقعية، لكن ذلك لم يحدث ولم يستفد الفريق حتى من فرصة تقدمه المبكر، وما حدث قبل خمس سنوات تكرر اليوم، خطأ دفاعي واستعجال هجومي، وضغوط كان يمكن تجاوزها قبل لقاء الرد.
الكرة في مرمى لاعبي الهلال، وهم رغم الظروف التي تحيط بالفريق إحاطة السوار بالمعصم، قادرون على إخراجها ورميها في مرمى الفريق الياباني -الذي لم يقدم خطورة حقيقية في الرياض ولم يسجل إلا من خطأ دفاعي - وإضافة إنجاز جديد لفريقهم، والأهم الأهم الأهم أن يتعامل دياز مع المباراة كما يجب، وألا يكرر أخطاءه التي كلفت الفريق كثيراً هذا الموسم وآخرها خياراته الأجنبية في لقاء السبت الماضي.
المهمة صعبة بلا شك، لكن الهلاليون يملكون خبرات متراكمة يفترض أن تساعدهم على تجاوزها، فهل يفعلونها؟
دعواتنا لهم بالتوفيق.