سهوب بغدادي
تعترض الخطوب حياة الإنسان بالطبيعة، وكلها أحداث صعبة -حمانا الله وإياكم- إلا أن الناس ينقسمون إلى قسمين، فالأول من ينغمس في الموجعات والمدلهمات انغماسًا تامًا ويصبح العرض عنوانًا ليومه وحياته، أما النوع الآخر، فهو من يعطي الإشكالية والحدث العرضي حقه من التفكر والألم والمشاعر، من ثم التوقف على الحلول الممكنة والأفعال التالية، والأهم من ذلك محاولة التقبل ثم التعافي والتخطي، فلا يضيع الشخص يومه منكفئًا على ذاته مؤنبًا نفسه على ما يفوق إرادته وقدرته، من هذا السياق، يهرع الإنسان إلى الأهل والأصدقاء وأهل الخبرة لحل المشكلات التي تعترضه فقد تكون خطوة جيدة وموفقة في حينها، إلا أن الأولى من الجميع هو الله سبحانه، هو القادر والقدير، فلا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء بحلمه وعلمه القديم جل في علاه.
إن التعلق في حد ذاته سلبي، فمنا من يتعلق بوظيفة الأحلام، أو بيت الأحلام، أو من يتعلق بفكرة معينة لا تفارق تفكيره ومخيلته كالزواج أو الإنجاب وغيرها، فالتعلق يرهق الجسد والروح، إلا في حال واحد، ألا وهو التعلق بالله، تخيل عزيز القارئ التعلق لا يكون سوى بوجود حبل، وهذا الحبل مربوط بين طرفين، فسيكون هناك شد وجذب، ولا تعلم أيهما ستكون الشاد أم الجاذب؟ باعتبار أن الشخص الآخر أو الأمر الذي ترغبه متواجد على بعد بضعة أمتار، أو مدن أو قارات، فيسكون الحبل ممتدًا بشكل أفقي وسيسهل قطعه من العوامل الخارجية والآخرين، أما الحبل المتين الذي يصعب قطعه أو حلحلته، هو الحبل الممتد بشكل عامودي إلى الخالق في السماء، فكلما انخفضت رفعك الله، وكلما وهنت أمدك من قوته، فلا يزال هذا الحبل ممتدًا حتى يستغني الشخص عن الحبال الأفقية المستنزفة، فيكتفي ويرى الحياة وخطوبها في وسيلة وحيدة، نحن منه وإليه، هو الأمان والسند والكفاية.
«الحياة رواية جميلة عليك قراءتها حتى النهاية، لا تتوقّف أبدًا عند سطر حزين قد تكون النهاية جميلة».