عثمان أبوبكر مالي
رغم الفوز الكبير الذي حققه فريق الاتحاد في مباراته الدورية الأخيرة (الجولة 26) ضمن دوري روشن أمام فريق أبها؛ وهو فوز مستحق وجميل أعاد الفارق بينه وبين مطارده الأول على صدارة الدوري إلى خمس نقاط؛ بعد تعادل النصر مع فريق الخليج، إلا أن (العميد) لم يضمن بعد، ولا يأمن على الإطلاق من استمراره إلى نهاية الجولات متفوقا ومتقدما بالنقاط، وبالتالي تحقيق بطولة الدوري.
الفارق ليس كبيرا إلى درجة عدم إمكانية كسره، والمنافس ليس سهلا ولا بسيطا ولن يرمي المنديل، ولن يوقف محاولاته في العودة وعمل كل ما يستطيع فعله ليحقق ذلك من خلال مبارياته الأربع المتبقية له، وجميعها أمام فرق أقل منه أداء ومستوى و(سطوة) أيضا، ولا علاقة لهذا الكلام بعدم الثقة في الفريق الاتحادي وقدرات وإمكانات (النمور)، لكنها (نواميس) كرة القدم، ومفاجآت اللعبة وتقلباتها التي عاني منها الفريق الاتحادي كثيرا في سنوات ومرات عديدة، سواء في بطولة الدوري (وآخرها الموسم الماضي) أو حتى في بعض جولات ومباريات وبطولات الموسم الحالي، والتي خسر فيها نقاطا غير متوقعة في عدد من المباريات، لو أعيدت مرة أخرى وفي (ظروف طبيعية) لن يخسر ولا واحدة منها، وآخرها مباراة التعاون الدورية التي كادت تهز ثقة جماهير الفريق في لاعبيهم وفي قائدهم الفني السيد نونو سانتو.
جاء أداء (النمور) أمام أبها كما لم يلعبوا من قبل، وكان استشعار جميع اللاعبين بالمسؤولية كبير جدا ومرتفع لأعلى حد، ووضح مدى نجاح المدير الفني للفريق البرتغالي (نونو سانتو) في استعادة ثقة اللاعبين في إمكاناتهم وقدراتهم واسترداد مستوياتهم الطبيعية (الحقيقية) التي اهتزت قليلا (عند البعض) بعد الخسارة (المفاجئة) أمام التعاون، وقبل ذلك استمر (الداهية) بنجاحاته المتكررة في (القراءة الفنية) للفريق المنافس وفي اختيار تشكيلته للمباراة على ضوء ذلك ونسج خيوط وطريقة اللعب التي يطبقها بصورة مختلفة من مباراة لأخرى، ومنها هذه المباراة التي فاجأ فيها منافسه المتمكن (الهولندي) رويل كومانز، بطريقة اللعب التي (عاد) إليها، ونجح لاعبوه في تسجيل ثلاثة أهداف مبكرة في غضون نصف ساعة أنهت المباراة عمليا من الشوط الأول.
أعود إلى ما بدأت به المقال، فأقول إن النمور لم يضمنوا بعد اللقب وإن تمسكوا بالصدارة، ولا يزال الفريق بحاجة إلى أن يلعب ـ كما سبق وأكدت ـ ما تبقى من مبارياته بعقلية مباريات الحسم والكؤوس، وبنفس الإصرار والروح والرغبة الذاتية من اللاعبين جميعا، ويحققوا جميعا طلبات وهتافات ونداءات جماهيرهم المتكررة لهم.. (بالروح.. بالروح.. الدوري ما يروح) بحول الله وقوته.
كلام مشفر..
* أكبر هدية يقدمها لاعبو الاتحاد لجماهيرهم الوفية التي تساندهم منذ انطلاقة الموسم هي استمرار الاستشعار بالمسؤولية والتركيز والاهتمام بتفاصيل التجهيز والاستعداد الشخصي (الفردي) قبل الجماعي في كل المباريات المتبقية في الدوري، والسعي بكل قوة للفوز بها وتقديم (الدوري) هدية لأفضل جمهور مساند في كرة قدم يقف مع فريقه ولاعبيه في الشرق الأوسط.
* أفضل مباراة أشاهدها للفريق الاتحادي هذا الموسم من حيث التفرغ للعب، وعدم الالتفات لأي استفزاز ومحاولات إخراجهم من جو المباراة، وفي ذلك تأكيد عملي على نجاح التهيئة والإعداد النفسي للاعبين خلال الأيام القليلة التي سبقت المباراة، وذلك أمر لا يستغرب من فريق يقوده نونو سانتو وقائده أحمد حجازي ويضم هذه الكوكبة من الأسماء والنجوم المتجددة.
* أكرر محاولات (التخدير) الغبية وبأساليب قديمة وبالية عفى عليها الزمن وتأكيدات أن (الدوري انتهي للاتحاد) لن تنجح بإذن الله، فسيستمر النمور مهتمين ومركزين وراغبين في الفوز ونقاط كل مبارياتهم المقبلة، من غير تردد ولا تقاعس ولا انتظار أو اعتماد على نتائج الآخرين.
* أفضل قرار اتخذته إدارة الاتحاد إصرارها على إحضار طواقم حكام أجانب لكل مباريات الفريق، وذلك (رغبة) في تقليل الأخطاء التحكيمية والكوارث التي تعرض لها الفريق، ولو كان النظام يسمح لاقترحت (إحضار) طواقم حكام أجانب لمباريات بعض الفرق المنافسة لها على حسابها، من أجل خلق بيئة لعب حقيقية وتنافس شريف، من خلال حكام لا ينجرفون خلف التأويلات ولا يتأثرون بالحملات، ولا يضحكون للنجوم وصافراتهم على مسافة واحدة من كل الأخطاء، حتى وهم يسقطون أو يخطئون في بعض القرارات (التقديرية) أو عدم التوفيق في بعض الحالات دون أن يكون عليهم تأثير أو تأثر.