في اليوم السابع والعشرين من شهر سبتمبر 2022م صدر الأمر الملكي بتعيين الأستاذ يوسف البنيان وزيراً للتعليم، ومنذ هذا التاريخ ونحن نستمتع بمعزوفة موسيقية رائعة يقدمها لنا معالي وزير التعليم وفريق عمله تتناول موضوعات عدة تحتاج إلى مقالات ومقالات لشرح كل واحدٍ منها، فهو يقدم معزوفة إدارة التغيير، ومعزوفة تفويض السلطة، ومعزوفة إعادة الهيكلة، وغيرها من المعزوفات التي اشتقنا لسماعها كثيراً في مجال التعليم، ولكنها تأخرت لظروف عديدة أثّرت في وجدان صنَّاع القرار السابقين للوزارة.
كنت واحداً من الذين تخوفوا من إسناد حقيبة التعليم لمن هو بعيدٌ عن هذا المجال، ولكن معالي الوزير بحنكته وخبرته أزال كل تخوف وبث الطمأنينة في نفوس الجميع.
كتبت مقالات عدة عبر جريدة الجزيرة تناولت فيها أهمية التغيير في إدارة وهيكل الوزارة قبل البدء في التغيير في المناهج والمقررات، وخلال أسبوع واحد فقط من توليه المسؤولية بدا للجميع أن معالي الوزير قد درس وضع الوزارة جيداً وجاء الوزارة ومعه حقيبة مليئة بالقرارات التي انتظرها المجتمع عامة، والمجتمع التعليمي خاصة، مما يدل على الكفاءة التي يتمتع بها معاليه وسبق دراسته لأوضاع الوزارة قبل تسلمه حقيبتها.
لقد أهلت الحياة العملية التي عاشها معالي الوزير قبل تولي وزارة التعليم خوض غمار تجربة جديدة ستكون ناجحة -بإذن الله - إلى جانب تجاربه العديدة السابقة. فمنذ حصوله على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1987، ودرجة الماجستير في الإدارة الصناعية عام 1996، وهو يعمل في مجال الإدارة، بل هو واحد من أفضل 100 رئيس تنفيذي على مستوى العالم في عام 2021، ومن أبرز المناصب التي تولاها، منصب الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس إدارة شركة سابك. - من 2015 إلى 28 سبتمبر 2022 .
لقد استطاع معالي الوزير أن يغير أداء العاملين في الوزارة بصورة إيجابية أظهرت مدى القدرات التي يتمتع بها كافة العاملين فيها، استغل خبراته الإدارية الهائلة في إعادة هيكلة كافة قطاعات الوزارة ومنها مكتبه، نقل وفوض الكثير من المسؤوليات على نوابه ومساعديه بحيث يتم تسريع آلية العمل واتخاذ القرارات، شكل معاليه العديد من اللجان لدراسة كافة مشاكل الوزارة التعليمية والإدارية بحيث يتم التغلب عليها بشكل كامل ونهائي.
إن ما قدمه معالي الوزير الأستاذ يوسف البنيان من أداء حتى الآن يرتقي ليكون نموذج عمل يحتذى به، بل ويدرس أيضاً لكل من يرغب في تعلم آلية الإدارة بشكل عام؛ وإدارة التغيير بشكل خاص، وهذا يدل دلالة واضحة على مدى حرص قيادتنا الرشيدة على اختيار القيادات التي تحقق أهداف المؤسسات التي تترأسها لتتفق مع أهداف رؤية المملكة 2030 والتي تمثِّل حلماً للمواطن السعودي نحو غدٍ أفضل -بإذن الله.
معالي الوزير؛ واصل إبداعاتك، وشنِّف آذاننا بمعزوفاتك الرائعة التي انتظرناها جميعاً لنعيد تعليمنا إلى مساره الصحيح.
** **
- مستشار تعليم إلكتروني وتدريب