د.نايف الحمد
- لم تكن فرحة الهلاليين بتحقيق كأس خادم الحرمين الشريفين واستلامه من يد سمو ولي العهد -حفظه الله- مجرد فرحة عابرة اعتادها أنصار عملاق آسيا مع كل بطولة يحققونها.. لقد عبرت بصدق عن حجم ما تعرض له الفريق من ضغوط مع انطلاق هذا الموسم حتى نهايته.
- مباراة جسدت بشكل كبير ما عانى منه الزعيم الهلالي طوال الموسم من صعوبات ومحاولاته الجادة للحفاظ على قيمته كبطل.. ففي ليلة تتويجه بالكأس الغالية كان الوصول لمنصة التتويج وخطف الذهب عسيراً بعد أن تأخر بالنتيجة حتى الدقيقة 99 من أحداث المباراة، ثم الدخول في أشواط إضافية وركلات ترجيح ماراثونية انتهت بقدم أسطورة الهلال الحارس الأمين عبدالله المعيوف صاحب المعروف كما يحب عشاق الهلال أن يلقبوه.
- في هذا النهائي تحديداً انتصر لاعبو الهلال لإرثهم العظيم وجماهيرهم الكبيرة ومجدهم التليد.. إذ لم يكن الهلال في أفضل حالاته، بل إن الفريق الوحداوي قدّم مردوداً كبيراً وتفوق في فترات طويلة من المباراة، لكن الموج الأزرق لم يكن ليخذل عشاقه في أهم المواعيد بعد موسم تجرع فيه النادي وأنصاره من تكالب الظروف والضغوط وبات موسمه في مهب الريح، فكان على أبطال الهلال الصغار قبل الكبار رسم البسمة ونشر الفرح على وجوه العاشقين الذين تعودوا أن يروا فريقهم أولاً على منصات التتويج.
- في قواميس الهلال الانتصار شريعة، وصعود المنصات نهج، واستلام الذهب عادة، والمنافسة على كل البطولات مبدأ لا يحيد عنه.. لذا فإن من غير المستغرب أن ترى الهلال بطلاً رغم كل ما واجهه، فهذا الفريق يكفي ذكر اسمه حتى تأتي البطولات منقادة له طواعية وباختيارها.
- عندما صدرت العقوبات بمنعه من التسجيل وتكالبت عليه الإصابات وضغط المباريات ظنوا أن هذا كافٍ لعرقلته, لكن ذلك لم يفت في عضده، بل ذهب بعيداً أكثر مما يتخيلون، بل ويحلمون، فحقق وصافة أندية العالم وأضاف بطولة محلية كبرى، واستحق أن يكون نجم الموسم وهو يمر بأقل مستوياته في أصعب موسم في تاريخه.
- المجد والهلال وجهان لعملة واحدة، لذا فإن جماهير هذا الكيان تظل تراهن عليه مهما حدث.. فهنيئاً لهم بهذا البطل وبهذه الروح التي تسكن كل منتمٍ لهذا الأزرق العظيم.
نقطة آخر السطر
- سعيد جداً برؤية شباب الهلال يقدمون عطاءً مميزاً في مشاركتهم في النهائي الآسيوي ونهائي كأس الملك، وأرى أن الوقت قد حان ليأخذوا فرصتهم كاملة فيما تبقى من مباريات الدوري.
- لقد شاهدنا تأثير الجوير وعودة النجم ناصر الدوسري لمستوياته وحماس عبدالله الحمدان، ومشاركتهم مع باقي زملائهم الشباب ستعود بفائدة عظيمة على الفريق قبل البدء في مرحلة جديدة مع قدوم مدرب جديد مع بداية الموسم القادم بإذن الله.