سلطان مصلح مسلط الحارثي
في مباراة ماراثونية، كان سيد حضورها، داعم الشباب والرياضة، بل باني أمجادها الحديثة، سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، استطاع فريق الهلال الانتصار، وتحقيق لقب جديد، لينقذ موسمه بأغلى البطولات المحلية، ويؤكد للمرة المليون، أن هذا الفريق لا تمنعه الظروف مهما كانت من تحقيق رغبات وتطلعات جماهيره العريضة، التي تسير خلفه أينما رحل، وتدعمه وقت الشدة وقبل الرخاء، وهذا سر تفرد وانفراد الزعيم، فالجماهيرية الطاغية للهلال، هي التي تقوده لمنصات الذهب، حتى في أحلك الظروف، ولا تتوانى في نقده، وتصحيح مساره، في حال خروجه عن المسار الطبيعي، ذلك المسار الذي حدده شيخ الرياضيين ومؤسس نادي الهلال الشيخ عبدالرحمن بن سعيد-رحمه الله-، وسار عليه كل من تبعه حتى اليوم، هذا المسار هو «منصات الذهب» والذهب فقط، ومن يحيد عن هذا النهج، سيواجه عاصفة لا يمكن مقاومتها، فالجمهور الهلالي ربما يتنازل عن بعض القناعات، ولكن دون المساس بنهج ومبادئ الهلال واستمراريته في منصات الذهب.
يوم الجمعة الماضي، فاز الهلال، وحقق لقباً آخر، ونشر الفرح والسعادة بين أنصاره ومحبيه، بل هذه المرة، نشر السعادة عند جماهير منافسه الجغرافي فريق النصر، الذين دعموا وساندوا الهلال بعد ابتعاد فريقهم عن تحقيق الألقاب، ولم يتبق لهم إلا حجز مقعد آسيوي، وكان هذا الأمر مرتبطاً بتحقيق الهلال كأس الملك، ولذلك كان هنالك فئة من جماهير النصر تدعم الهلال، عله ينقذ النصر، وهذا ما تم بالفعل، ليفرح الهلالي ببطولته، ويفرح النصراوي بالمقعد الآسيوي، كما أفرح الهلالي شقيقه النصراوي بعد تعادل الهلال مع الاتحاد، وهكذا هو الهلال، ينشر الفرح دائماً وأبداً، سواء فاز أو خسر.
فريق الهلال في هذا الموسم مرت عليه ظروف صعبة وقاسية، وعانى على كافة المستويات، بدءاً من منعه من التسجيل لفترتين، وصولاً لضغط المباريات، وكثرة المشاركات سواء المحلية أو الخارجية، ولكن لأن الهلال لا يرتهن للظروف، ولا يقبل بالانكسار، ظل واقفاً بكل شموخ، وحقق آمال جماهيره، ليكون هذا الموسم واحداً من أعظم مواسمه، ففيه حُقق أعظم انجاز على مستوى الأندية السعودية، ونعني بذلك لقب «وصافة العالم» والميدالية الفضية في كأس العالم للأندية، وهذا الإنجاز الكبير، الذي احتفت به مؤسسات الدولة، سيكون شاهداً على تميز وتفرد الزعيم العالمي، وتكون بطولة كأس الملك، إضافة رقم جديد، ليصل الزعيم لبطولته رقم 66 في عمره الذي وصل 66 عاماً.
66 عاماً، حقق فيها الزعيم العالمي ما لذ وطاب من البطولات والانجازات، ولم يغب عن المشهد الرياضي سواء المحلي أو الخارجي منذ خمسة عقود، تزعم خلالها البطولات المحلية، ليصل للزعامة الآسيوية، ويختم منجزاته بلقب وصافة العالم على مستوى الأندية، والتي حقق ميداليتها هذا الموسم، وتصبح مهمته القادمة، تحقيق «المستعصية» بحسب وصف جماهيره، ألا وهي كأس العالم للأندية، نعم.. هذا هو طموح المشجع الهلالي، الذي غضب بالأمس من خسارة دوري أبطال آسيا، وعدم تأهله لكأس العالم للأندية، فهل هنالك نادٍ سعودي أو خليجي أو عربي أو آسيوي أو أفريقي، يطالبه أنصاره بتحقيق كأس العالم؟! لن تجد مهما بحثت، ولكن جمهور الهلال مختلف بنفس القدر الذي يختلف فيه ناديهم عن البقية.
تحت السطر:
_ الهلال حالة غريبة، تستحق الدراسة بتمعن، في أسوأ مواسمه على المستوى الفني، يأبى الزعيم العالمي الخروج دون بطولة، وإرضاء جماهيره الغفيرة التي ثارت غضباً بعد خسارة نهائي دوري أبطال آسيا.
_ فريق الوحدة قدم أمام الهلال في نهائي كأس الملك واحدة من أهم وأميز مبارياته، وستبقى خالدة في تاريخ جمهور الوحدة، ولولا أنه قابل الهلال الذي يتمتع بشخصية وهيبة البطل، لاستطاع الانتصار على أي فريق آخر.
_ حارس فريق الوحدة، من أفضل حراس الدوري السعودي، وكان سبباً في انتصار فريقه أمام النصر في نصف نهائي كأس الملك، كما كان له دور كبير في عدم حسم الهلال المباراة النهائية مبكراً.
_ يؤكد الجمهور الهلالي أن أهم ما في كأس الملك جاء بغياب سلمان الفرج وسالم الدوسري، لتؤكد أن الهلال لا يعتمد على أي لاعب مهما كان اسمه ومردوده الفني، وهذا هو ديدن الفرق الكبيرة التي لا تتأثر بغياب نجومها.
_ عبدالله المعيوف حارس فريق الهلال، يُعد أفضل حارس سعودي منذ سنوات، ويُعد من أفضل حراس المرمى في تاريخ الكرة السعودية، بل ربما يكون الحارس الثاني بعد الأسطورة محمد الدعيع.
_ انتهى كلاسيكو الكرة السعودية بين الهلال والاتحاد بالتعادل الايجابي 2/2، ليؤكد الزعيم العالمي على مبادئه، ويثبت أن الدوري إن لم يحصل عليه، فلن يهتم لمن يذهب له.