رجاء العتيبي
بدأت البرامج الثقافية لمكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض أكثر حيوية، وأكثر انفتاحاً على المجتمع، وهي مبادرة مهمة، تضطلع بها المكتبة لمزيد من التواصل مع مختلف شرائح المجتمع، إيماناً بدورها في نشر الثقافة على نطاق أوسع بما يتماهى مع النقلة الكبيرة التي تشهدها بلادنا في قطاع الثقافة والفنون. ومكتبة رائدة، مثل مكتبة الملك عبد العزيز العامة بمجلس إدارتها الموقر، تسعى أن تكون مركزاً ثقافياً مؤثراً، يدعم البُنى الثقافية والمعرفية للتراث والهوية الوطنية والعربية والإسلامية، ويفتح نوافذ جديدة للمعرفة للمواطنين والمقيمين، بما يتكامل مع المؤسسات الثقافية والفنية في القطاعات الأخرى، بينما تاريخ المكتبة العريق، وريادتها، وأدوارها الكبيرة، يجعلها أقدر على حمل هذه الرسالة بكل أمانة واقتدار وإبداع.
وكان يوم الأربعاء الماضي، يوماً مدهشاً للطلاب والطالبات (500 طالب وطالبة)، حينما شاهدوا عرض الفيلم الوثائقي (آخر البدو)، الذي عرضته المكتبة بمقرها، ضمن البرامج الثقافي لحفل تدشين وإطلاق كتاب (الجمل عبر العصور) والمعرض المصاحب له، وذلك في فرعها بمركز الملك عبد العزيز التاريخي. شاهد الطلاب والطالبات ملامح عن حياة البادية في الصحراء، وعاشوا مع عاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم، لمدة 40 دقيقة، تجول بهم الفيلم في عالم أصيل، يمثل عمقاً تاريخياً لبلادنا، مثلما هو العمق ذاته في ثقافة الجبل، والسهول، والساحل، والجزر، والقرى، والحقول، التي تعطي لبلادنا مساحة حضارية مؤثرة محلياً وإقليمياً.. الفيلم ربط الطلاب بواحدة من ثقافتهم الأصيلة، باعتباره يشكل مكوناً رئيسياً من مكونات الثقافة في السعودية. وفي سياق آخر عقدت المكتبة تعاوناً مثمراً مع نادي الإبل، بهدف تنمية ثقافة الإبل، ولا سيما أنها تملك مخزوناً ثرياً في هذا المجال، سينتج عنه (مركز معلومات الإبل)، الذي يعنى بحصر الإنتاج الفكري الخاص بالإبل، والمكتبة بهذه الخطوات الجبارة، تحول الممارسة إلى مشاريع ثقافية، وبحوث ودراسات، تتماهى مع دورها العلمي، بما يجعلها محل التقدير والفخر.