واس - الرياض:
وصل رائدا الفضاء السعوديان ريانة برناوي، وعلي القرني، بصحبة طاقم المهمة الفضائية AX-2 إلى محطة الفضاء الدولية (ISS)، أمس الاثنين الساعة 4:24 مساءً بتوقيت مكة المكرمة، حيث أعلنت «ناسا» نجاح التحام المركبة الفضائية التي تقلّ الطاقم بمحطة الفضاء الدولية، بعد نحو 16 ساعة من إطلاقها من مركز كينيدي للفضاء في قاعدة كيب كنافيرال بولاية فلوريدا. وأوضحت الهيئة السعودية للفضاء أن طاقم المهمة قد حظي باستقبال وترحيب طاقم محطة الفضاء الدولية بعد التحام مركبتهم بها، حيث أصبحت الرائدة ريانة برناوي، أول امرأة سعودية تحلق نحو الفضاء وتصل إلى المحطة، كما أصبح علي القرني أول رائد فضاء سعودي يصل إلى محطة الفضاء الدولية، فيما أصبحت المملكة العربية السعودية أول دولة عربية تشارك منها امرأة في مهمة علمية في الفضاء، مدونة بذلك اسمها بين الدول القليلة في العالم التي تتمكن من إرسال رائدي فضاء من الجنسية نفسها على متن محطة الفضاء الدولية في الوقت نفسه. وضمن البرتوكولات الخاصة بالمهمات الفضائية، بيّنت الهيئة أن فريق المهمة AX-2 انضم إلى طاقم محطة الفضاء الدولية بعد استبدال البدلات الخاصة بالفضاء ببدلات الإقامة داخل محطة الفضاء الدولية، استعدادًا لبدء مهمتهم، وإجراء 14 تجربة بحثية علمية رائدة في الجاذبية الصغرى، ستسهم نتائجها في توفير إجابات من شأنها مساعدة العلماء في إرسال رحلات استكشاف مأهولة للقمر والمريخ، وتعزز مكانة المملكة عالميا في مجال استكشاف الفضاء، وخدمة البشرية، كما سيجري الرائدان ثلاث تجارب تعليمية توعوية. وأكدت الهيئة جاهزية رائدي الفضاء السعوديين، ريانة برناوي وعلي القرني، التامة لتنفيذ مهمتهما التي أرسلا من أجلها، معربة عن ثقتها في تنفيذهما المهمة بنجاح والعودة إلى أرض الوطن لتحقيق جميع الأهداف التي تم التخطيط لها مسبقًا، حيث تسعى المملكة ممثلة بالهيئة السعودية للفضاء، من خلال برنامج رواد الفضاء، إلى تفعيل الابتكار العلمي على مستوى علوم الفضاء، وتعزيز القدرة على إجراء البحوث الخاصة بها بشكل مستقل، مما سيؤثر بشكل إيجابي في مستقبل الصناعة والوطن، ويزيد من اهتمام الخريجين بمجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، وتنمية رأس المال البشري من خلال جذب المواهب، وبما يحقق مستهدفات رؤية السعودية 2030 في مجال الفضاء. ورفع معالي نائب رئيس المجلس الأعلى للفضاء، رئيس مجلس إدارة الهيئة السعدية للفضاء، المهندس عبدالله بن عامر السواحة، أسمى آيات التهاني والتبريكات لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، رئيس المجلس الأعلى للفضاء - حفظهما الله- بمناسبة نجاح وصول ريانة برناوي، أول رائدة فضاء سعودية وعربية مسلمة، وعلي القرني إلى محطة الفضاء الدولية (ISS)، ضمن طاقم مهمة AX-2 الفضائية، لإجراء 14 تجربة بحثية علمية رائدة تخدم البشرية. وقال معاليه: إن هذا الحدث التاريخي والفرص التي ستحقق من ورائه ماهي إلا ثمرة - بعد توفيق الله - للدعم غير المحدود الذي تلقاه الهيئة السعودية للفضاء، وبرنامج المملكة لرواد الفضاء من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، رئيس المجلس الأعلى للفضاء ، مشيراً إلى أن هذه الخطوة التي تتسق مع رؤية السعودية 2030 ستمكّن المملكة من تدشين عصر جديد من الاستكشافات والإسهامات العلمية التي ستعزز مكانة المملكة في السباق العالمي نحو الفضاء وتقنياته، ورفع مكانتها في خارطة الدول التي تتسابق إلى الفضاء وتستثمر في علومه المختصة. واختتم معاليه تصريحه بدعاء المولى القدير بأن يعود رواد الفضاء إلى أرض الوطن سالمين، حاملين معهم نتائج تجاربهم العلمية والريادية التي أنجزوها في مهمتهم لخدمة البشرية وحماية الكوكب وتشكيل آفاق جديدة.
وقد أطلقت المملكة العربية السعودية، مساء أمس الأول، الرحلة العلمية المتجهة إلى الفضاء التي على متنها أول رائدة فضاء سعودية «ريانة برناوي» ورائد الفضاء «علي القرني» من محطة الفضاء الدولية (ISS) بمدينة كيب كانيفرال في ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية.
وتهدف هذه المهمة إلى إجراء تجارب علمية وبحثية رائدة تسهم نتائجها في تعزيز مكانة المملكة عالمياً في مجال استكشاف الفضاء، وخدمة البشرية، وإبراز دور مراكز الأبحاث السعودية وتأكيد جهودها الحثيثة في إحداث تأثير علمي في هذا المجال.
وسيخوض رائدا الفضاء خلال رحلتهما 11 تجربة بحثية وعلمية في بيئة الجاذبية الصغرى، إضافة إلى 3 تجارب تفاعلية تعليمية مع طلاب وطالبات المدارس في المملكة، ليصبح مجموع التجارب 14 تجربة تستهدف القيام بالأبحاث البشرية وعلوم الخلايا، وتجارب الاستمطار الصناعي في بيئة الجاذبية الصغرى.
وسيشرف مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، وفريق العلماء التابع له، برئاسة الدكتور خالد أبو خبر، ومشاركة الدكتورة وجدان الأحمدي، والدكتور أدوار حتي، بالتعاون مع الهيئة السعودية للفضاء على تجربة علوم الخلايا، وكيفية تغير الاستجابة الالتهابية في الفضاء وخصوصاً التغييرات الحاصلة على عمر الحمض النووي الريبونووي المراسل الذي يعد جزءاً أساسياً لإنتاج البروتينات المؤدية للالتهاب، كما أنه سوف يتم أيضاً استخدام نموذج خلايا مناعية لمحاكاة استجابة الالتهاب للعلاج الدوائي أثناء الجاذبية الصغرى في الفضاء.
كما ستتولى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، برئاسة الدكتور أشرف فرحات، وبالتعاون مع الهيئة أيضاً، الإشراف على تجربة الاستمطار في الجاذبية الصغرى الهادفة إلى محاكاة عملية البذر السحابي التي تُستخدم في المملكة والعديد من الدول لزيادة معدلات هطول الأمطار، لمساعدة العلماء والباحثين على ابتكار طرق جديدة لتوفير الظروف الملائمة للبشر - ومنها عمل الأمطار الصناعية - للعيش في مستعمرات فضائية على سطح القمر والمريخ، كما ستسهم التجربة في تحسين فهم الباحثين لتقنية الاستمطار مما سيسهم في زيادة معدلات الأمطار في العديد من الدول.
وستقود من جانبها شركة «سديم» للبحث والتطوير بقيادة الدكتور بدر شيرة، بالتعاون مع الهيئة، ست تجارب في مجال الأبحاث البشرية لمعرفة التكيف البشري في رحلات الفضاء ومدى أمانها على الدماغ، وفهم التأثيرات التي تطرأ على صحة الإنسان أثناء التواجد في الفضاء، وسيتم خلال تلك التجارب اختبار وظائف الأعضاء والأجهزة الحيوية للإنسان في الجاذبية الصغرى، مثل قياس تدفق الدم إلى الدماغ، وتقييم الضغط داخل الجمجمة، والنشاط الكهربائي للدماغ، ومراقبة التغيرات في العصب البصري؛ مما يساعد في جعل الرحلات الفضائية أكثر أماناً للإنسان في المستقبل.
كما ستتضمن التجارب أخذ عينات الدم والعينات البيولوجية لفحص المؤشرات الحيوية المرتبطة برحلات الفضاء، ورسم خريطة التغيرات في الطول والبنية والتخلق الوراثي للجينات.
وسيكون لطلاب وطالبات المملكة مشاركة في التجارب العلمية على متن المحطة الدولية للفضاء، لتعزيز الوعي المعرفي بعلوم الفضاء وإسهامه في تحسين جودة الحياة على الأرض، من خلال مقارنة تجاربهم في الأرض مع تلك التي يتم إجراؤها من قبل الطاقم السعودي على متن محطة الفضاء الدولية، مما يضمن التفاعل اللحظي، إذ سيتمكن الطلاب من التواصل مع رواد الفضاء السعوديين مباشرة بإجراء تجاربهم معاً، بالتعاون مع وزارة التعليم، ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة»، ومدارس الرياض، ومدارس مسك.
وتعد الرحلة ضمن برنامج المملكة لرواد الفضاء الذي يعد أحد البرامج التي تهدف في مرحلتها الأولى إلى إرسال رائديّ فضاء ضمن رحلة مأهولة إلى محطة الفضاء الدولية، على ارتفاع ما يقارب 420 كلم فوق سطح الأرض.
ويتوقع أن يسهم البرنامج في كل من: ترسيخ مكانة المملكة ووضعها في مصاف الدول الرائدة، وإلهام الأجيال القادمة بخصوص تقنيات الفضاء وأهميته، وتعزيز الأبحاث العلمية في مختلف مجالات الفضاء، وتعزيز الشراكات الوطنية والتعاون مع الجهات ذات العلاقة.
كما يحمل البرنامج أهمية خاصة في يحقق طموحات المملكة ومستهدفات رؤية 2030 في مجال الفضاء، إلى جانب إسهامات البرنامج الفاعلة في رفع مكانة المملكة في قطاع الفضاء، ووضعها ضمن الدول الرائدة في مجال الفضاء بحلول 2030م.
ومن أبرز العوائد المتوقعة على مستقبل الوطن: تفعيل الابتكارات العلمية في البرنامج على مستوى علوم الفضاء التي تنعكس إيجاباً على مستقبل الصناعة والوطن، التركيز على أهمية تنمية المهارات مثل زيادة الاهتمام الوطني بخريجي مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، ورفع مستوى استثمار طاقاتهم، تنمية رأس المال البشري اتباعاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030 - من خلال جذب المواهب وتطوير المهارات اللازمة.
ويعمل البرنامج على تعزيز مكانة المملكة في خارطة الدول التي تتسابق للفضاء وتستثمر في علومه المتخصصة.
كما أن تدشين هذا البرنامج سيمهد الطريق لطموح المملكة في مجال استكشاف الفضاء، لاسيما وأن المملكة قادرة على إجراء أبحاثها الخاصة بشكل مستقل.
وتتعزز هذه الطموحات بامتلاك المملكة إنجازات سابقة أسهمت في رحلات الفضاء وتطويرها ونماذج وطنية مشرفة ستعمل على تحقيق إنجازات على المستوى المحلي والدولي، ويطمح من خلال البرنامج إلى تمكين المزيد من المواطنين المتميزين والموهوبين لإطلاق قدراتهم والمنافسة محلياً وعالمياً.
وعن تفاصيل الصاروخ (فالكون 9) والمركبة الفضائية (دراجون)؛ فإن صاروخ فالكون والمتكون من جزءين، يستخدم لنقل الأقمار الصناعية والمركبة الفضائية «دراجون»، ذو طول بلغ 70 متراً، الذي يحتوي من الأعلى إلى الأسفل على مركبة دراجون، ثم يليه الجزء الثاني، ويتلوه الجزء بين الأول والثاني، وينتهي بالجزء الأول.
ومحتويات الصاروخ، هي: مركبة دراجون، تصل حمولتها إلى 7 ركاب من وإلى المدار، وهي قادرة على إعادة كميات كبيرة من الحمولات إلى الأرض، التي تعد أول مركبة فضائية خاصة تنقل البشر إلى المحطة الفضائية.
أما الجزء الثاني من الهيكل؛ فإنه يعمل بمحرك واحد من فئة «ميرلين»، ويشتعل محرك الجزء الثاني بعد ثوان قليلة من انفصال الجزء الأول (يمكن إعادة تشغيله عدة مرات). ويحتوي هذا المحرك على 220,5 رطل من الدفع، ويستطيع الاشتعال لمدة 397 ثانية. ويحمل المركبة دراجون، ويمكّنها من الوصول إلى المدار المطلوب، لتمكين الارتباط مع محطة الفضاء الدولية.في المقابل، الجزء الأول من الهيكل؛ يتضمن صاروخ فالكون 9 محركات من فئة «ميرلين» وخزانات من سبائك الألومنيوم والليثيوم التي تحتوي على أكسجين سائل ووقود دفع للصواريخ (RP-1). ويولّد الجزء الأول أكثر من 1.7 مليون رطل من الدفع على مستوى سطح البحر.