يحظى المواطن في هذا العهد الميمون باهتمام كبير، وذلك بفضل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، مهندس وعرّاب «رؤية 2030»؛ هذه الرؤية التي وضعت الإنسان السعودي في صدارة أولوياتها باعتباره أحد أهم مكامن القوة في هذا الوطن، وهو ما يتجلى في الإدارة الرشيدة والحكيمة للأزمة العالمية جائحة كوفيد-19، حيث وضعت سلامة الإنسان في المرتبة الأولى، وصار الاهتمام بصحته فوق كل شيء، وتبوأت المملكة المرتبة الأولى عالميًا في حسن إدارتها للأزمة، ما استحق تقدير واحترام العالم أجمع.
وتواصل الاهتمام بقطاع الصحة والتنمية الاجتماعية، حيث تجاوز حجم الإنفاق على هذا القطاع في ميزانية العام الجاري 189 مليار ريال بنسبة 17 في المائة من حجم الميزانية الأضخم في التاريخ، لتؤكد سعي الرؤية الطموحة إلى تحسين جودة الحياة للمواطنين، وما يمنح الفرصة للمضي في تنفيذ برنامج تحول القطاع الصحي على رأس مرتكزات هذه الرؤية التي تهدف إلى تطوير نظام صحي شامل وفعَّال ومتكامل، يهتم بصحة الأفراد والمجتمع بما في ذلك المواطنون والمقيمون والزوار.
وتأتي زيارة معالي وزير الصحة، الأستاذ فهد بن عبد الرحمن الجلاجل لحفر الباطن تأكيدًا للاهتمام الذي توليه الحكومة لجميع مناطق ومحافظات الوطن، التي تشهد فورةً تنمويةً غير مسبوقة ونالت نصيبها من المشاريع التنموية التي ساهمت بشكل كبير في رفع مستوى الخدمات في مختلف القطاعات، وساهمت بشكل كبير في تطور المحافظة مما جعلها تقفز بشكل كبير لقائمة المدن الجاذبة.
وبمناسبة هذه الزيارة الميمونة؛ أحيي جهود معالي الوزير وجهود وزارة الصحة، والذي يحرص على الزيارة الميدانية ومتابعة سير تنفيذ المشروعات الصحية الكبرى، ومتابعة الأداء والوقوف على الاحتياجات الفعلية للمواطن، خاصة المريض والمراجع اللذين يحظيان بأهمية كبيرة.
وليسمح لي معالي الوزير أن أعرض أمامه مطالب أبناء محافظة حفر الباطن، التي نتمنى تنفيذها سريعًا للإسهام في تحقيق إستراتيجية الوزارة وإكمال الصورة الجميلة للخدمات الصحية في محافظة حفر الباطن التي شارف عدد سكانها على المليون نسمة، وتحتاج زيادة أعداد العيادات في بعض التخصصات المهمة مثل: الأسنان والعيون وجراحة المخ والأعصاب والتأهيل الطبي، التي تعاني تكدسًا في أقسامها ومواعيدها وتطول قائمة الانتظار التي تتجاوز عدة أشهر في بعض الأحيان، إضافة إلى الحاجة الماسة لعدد من التخصصات ومنها استشاري الأطفال وعيادة خاصة لسكري الأطفال.
مع ضرورة العمل على رفع الكوادر البشرية وتعزيز الجانب الإنساني في نفوس موظفي الصحة لارتباط عملهم بشكل مباشر بصحة الإنسان، وتأهيل القيادات الصحية للتعامل بروح القانون فيما يخدم المريض وعدم الاكتفاء بتحقيق المطلوب فقط؛ بل حثهم وتحفيزهم لرفع طاقات المنشآت الصحية بما يتواكب مع رؤية المملكة الطموحة التي تجعل الإنسان محور الاهتمام لضمان جودة الحياة.
وأخيرًا أحيي الإخوة في صحة حفر الباطن من مسؤولين ومرؤوسين على الجهود المبذولة في خدمة أبناء الوطن، ونشد على أيديهم بضرورة تعزيز روح التآلف والتعاون في العمل بين الأقسام والإدارات، فالشؤون الصحية والتجمع الصحي يعملان معًا لهدف سامٍ ونبيلٍ يتمثّل في تقديم الخدمات الصحية للمواطن وتقديم أفضل الخدمات وأجودها في سبيل تحقيق جودة الحياة.