عبد العزيز الهدلق
ماذا يعني تلقي نادٍ ما دعماً من نادٍ منافس أو من (شخصية محسوبة على نادٍ) يلعب معه في نفس الدرجة؟
مبادئ النزاهة التي هي جزء من الحوكمة ترفض هذا الفعل وتجرمه.
وللأسف لازلنا نرى هذا يمارس بين أنديتنا وكأنه شيء عادي. تطالعنا الحسابات الرسمية لبعض الأندية وهي تقدم الشكر والثناء لنادٍ آخر منافس (في نفس الدرجة) على دعمه له، وعلى تنازله عن لاعب بلا مقابل. أو الشكر والثناء على شخصية شرفية محسوبة على نادٍ منافس (في نفس الدرجة) على دعمه المادي والسخي.
هذه الممارسات لا مجال فيها لتغليب حسن النية، حتى ولو كانت حسنة النية فعلاً. لأن مبادئ النزاهة ترفضها وتجرمها، ولا تعترف بالنوايا. فهي ممارسات تفتح أبواباً واسعة للشكوك، والتأويل، والبلبلة، والشبهات.
فعندما يلتقي الفريقان (الداعم والمدعوم) فإن الشكوك ستحوم حول نتيجة المباراة عطفاً على ما سبق بينهما من تقديم دعم وتبادل منافع. خصوصاً إذا كانت المباراة في مرحلة تنافسية تحدد اتجاه بطولة ولقب، وشاب المباراة بعض الأحداث المثيرة للاستغراب.
لا أحد يستطيع إسكات الجماهير، ولا يمكن مطالبتها بتغليب مبدأ حسن النية. فتلك الممارسة الممنوعة في نظام الحوكمة هي من فتح باب التشكيك.
لذلك يجب تفعيل مبادئ الحوكمة كاملة، بما فيها النزاهة، وتفعيل جميع بنودها، حماية لمنافساتنا، ومنعاً للشكوك، وإقفالاً لأي باب يدخل منه التأويل، والريبة، والشبهة.
ينبغي أن تكون وزارة الرياضة وكذلك اتحاد الكرة حازمين في هذا الشأن، بالتشديد على الأندية بمنع تقديم دعم من نادٍ لنادٍ، أو من عضو شرف نادٍ أوعضو ذهبي لنادٍ آخر، و تؤكد أن فاعلها سيخضع للعقوبات المشددة. ويجب على الأندية إبلاغ شرفييها، وذهبييها، وداعميها، ورموزها، بعدم التورط في دعم أندية أخرى منافسة لأن ذلك سيجعله تحت طائلة المحاسبة والعقوبة.
فمبادئ حسن النية لا تصنع منافسة شريفة وعادلة، فالذي يصنعها تفعيل الأنظمة وتطبيق اللوائح بحزم.
ففي زمن الحوكمة وتطبيق النزاهة لا مجال لتقديم دعم من نادٍ لآخر وتبادل المنافع.
مسؤولو أندية سابقون وحاليون طالبوا كثيراً وصرحوا مراراً نريد دورياً بلا شبهات. وهذا لن يحققه إلا تطبيق جاد وحازم لمبادئ النزاهة.
زوايا..
** عاقبوا الأندية على مقذوفات فوارغ علب مياه، ولكن الكراسي المقذوفة في أرض الملعب مرت مرور الكرام. لماذا تحرجون المنظومة الرياضية الرسمية؟
** حملة «كلنا النصر» الإعلامية في الشوارع والطرقات التي تحفز الجمهور النصراوي وتشجعه على الحضور، وكذلك توزيع تذاكر مجانية للمباريات، وحملة اشترِ تذكرة واحصل على أخرى مجاناً كلها محفزات لا تستقيم مع تواجد لاعب عالمي مثل كريستيانو رونالدو الكافي وحده لتشجيع الجمهور وتحفيزه على الحضور.
** طوال تاريخهم يشككون في منجزات المنافسين ويتهمون مسؤولين وشخصيات عامة بالفساد، وعندما طالب د. عمر الخولي «نزاهة» بتحري ما يثار عن فساد في الوسط الرياضي ثارت ثائرتهم، واحتجوا وهاجموه، وألبوا عليه المسؤولين.
** مما يسيء لرياضتنا أن هناك من ينتظر حسم بطولة الدوري من المحكمة وليس من الملعب, هل هذه المنافسة التي نتمناها ونتطلع إليها؟
** الهلال لعب الجولة (27) أمام ضمك في أبها، واليوم يتواجد في الأحساء (جولة 28) لمواجهة العدالة، والسبت القادم يعود لأبها (جولة 29) لمقابلة فريق أبها, بالتأكيد هناك من يقول للجنة المسابقات شكراً لكم على ما تفعلونه بالهلال.
** الذين يهاجمون د. عمر الخولي هم أنفسهم الذين صفقوا لعبداللطيف بخاري الذي قال إنه يشم رائحة أساليب دنيئة لتتويج أحد الفرق بالبطولة, د. الخولي طالب نزاهة بالتقصي. وبخاري وجّه اتهاماً صريحاً. هاجموا من طالب بالنزاهة وصفقوا لمن وجه اتهامات بالفساد.