فَإِنْ تَكُنِ الأَيَّامُ فَرَّقْنَ بَيْنَنَا
فقد بانَ محموداً أخي حينَ ودَّعا
رحم الله الصديق حسن بن عبدالله العمراني (أبو عبدالله) الذي انتقل إلى رحمة الله يوم السبت 30-10-1444هـ، متزامناً مع نهاية عمره من أيام الدنيا إلى الدار الآخرة، وتمت الصلاة عليه بعد صلاة العصر في بجامع البابطين شمال الرياض، ثم حُمل جثمانه الطاهر ووُورِيَ في ثرى مقبرة «صفية» بمحافظة حريملاء؛ داعين المولى له بالرحمة والمغفرة.
وقد أطلّ على الدنيا مولوداً عام 1351هـ في بلد ملهم، بعد ذلك تلقى أول تعليمه في إحدى مدارس الكُتَّاب لقراءة القرآن الكريم، وحفظ ما تيسَّر منه..، ثم واصل دراسته بدءاً من المرحلة الابتدائية حتى نال الشهادة العالية من كلية الشريعة بالرياض 1383هـ، بعد ذلك حصل على دبلوم من معهد الإدارة العامة، وقد عُيِّن مدرساً بالمرحلة الابتدائية ومعهد المعلمين الابتدائي بحريملاء الذي كنت مديراً له مع الإشراف على الابتدائية -آنذاك- بعد ذلك عمل مديراً لفرع الضمان الاجتماعي بمحافظة حريملاء مدة سبع سنوات، ثم مديراً لشركة كهرباء حريملاء فترة من الزمن. بعد ذلك انتقل إلى الرياض وعمل في مجال المقاولات والأعمال التجارية، وإيماناً منه بأهمية المساهمة في نهضة التعليم والتربية بالمملكة بادر في تأسيس مدارس الجيل الأهلية بالرياض، والتي تعمل على تنشئة جيل مثقف ومتعلم. فكل أعماله -رحمه الله- مشرِّفة، وقد تميز بالحكمة والجد في إدارة أعماله وحبه للخير والإصلاح والعطف على المحتاجين؛ فهو على جانب كبير من الأخلاق الكريمة والتواضع الجمّ مع الكبير والصغير:
وَأَحْسَنُ أَخْلاَقِ الفَتَى وَأَجَلُّهَا
تَوَاضُعُهُ لِلنَّاسِ وَهُوَ رَفِيعُ
وكان أثناء عمله مدرساً محبوباً لدى طلابه، يحثهم على التحلي والتمسك بالأخلاق الفاضلة والحميدة والابتعاد عن الصفات السيئة، وكأنه يُسَمِّع كل واحد منهم بهذا البيت:
ولا تركنْ إلى أهلِ الدَّنَايَا
فإنّ خَلائقَ السُّفهاءِ تُعْدِي
ولهذا يلمح الناظر على محيا كل طالب منهم البشاشة والطمأنينة، وهذا من أسباب السعادة والتوفيق لهم حاضراً ولاحقاً:
فَعَلِّم ما استَطَعتَ لَعَلَّ جيلاً
يجيءُ فيعمل العَملَ العُجابا
وكان -رحمه الله - يحرص على قضاء بعض الأوقات في مزرعته ونخله الواقع شمال حريملاء المسمى بـ»الجمعي»، ولنا معه ذكريات جميلة لا تُنسى أيام دراستنا في المعهد العلمي وبكلية الشريعة واللغة العربية عامي 75-1376هـ، فقد كنا نسكن معاً ومع زميلنا الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالله الرشيد في البيت القريب من المعهد وكليتي الشريعة واللغة العربية، ونقضي الساعات الطوال في المساجد لتوفر الإضاءة الكهربائية بها - آنذاك.
خَتَمتُ عَلى وِدادِكَ في ضَميري
وَلَيسَ يَزالُ مَختوماً هُناكا
تغمد الله الفقيد بواسع رحمته ومغفرته وألهم أبناءه وبناته وعقيلته «أم عبدالله» وكافة أسرة العمراني ومحبيه الصبر والسلوان.
** **
- عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف