عثمان بن حمد أباالخيل
لا حول ولا قوة إلا بالله أنت خلقتنا ولك محيانا وإليك مماتنا لا راد لقضائك وقدرك يا رب العالمين. قد انتقلت إلى رحمة الله تعالى زوجة عبد العزيز بن عبد الرحمن المعيقل رحمه الله وأسكنه فسيح جناته السيدة الخلوقة الطيبة المحبوبة أم سعود. الموت هو الفاجعة الكبرى والحقيقة الوحيدة المؤكدة في هذه الدنيا حيث يعد خروج الروح من الجسد بمثابة بداية لحياة جديدة، من أصعب المواقف التي يتعرض لها الإنسان طيلة حياته فيقف الإنسان وقتها عاجزاً لا يستطيع فعل شيء غير البكاء والوداع. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو عِلم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له.
الحمد لله لجدة أولادي ذرية صالحة من الرجال والبنات يدعون لها في السر والعلن. رجال وبنات أخذوا مواقعهم في خدمة وطننا الغالي في مختلف المجالات.
مهما حاولت أن أكتب وأعبر عن حزني فلن أصف عظم حق الأم ومصيبة فقدها... فليسارع كل إنسان كبيراً كان أو صغيراً كي يلزم أمّه ويقدم لها كل أنواع البر والمعروف لأنه باب من أبواب الجنة مفتوح لكل إنسان في هذه الدنيا يغلق بموته.
ليس لدي شك أن ذرية جدة أولادي أم سعود يتسابقون في الدعاء لها -ليل نهار- وفي كل الأوقات فهي مثال للأم التي صنعت رجالاً معطائين وبناتٍ مخلصات مربيات أجيالٍ وموظفة وضعت لمسات محسوسة في أمراض التمثيل الغذائي والأمراض الاستقلالية.
أغلى وأعز إنسان إلى قلبي، إلى الراقدة في قبرها، لا أملك لك سوى الدعاء ومن الله الإجابة، فاللهم أغفر لها وأرحمها ووسّع مدخلها وأرزقها صحبة الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى.
رحيل الجدة شيء كبير لا يعوض غيابه أحدٌ، رحلت وأخذت قلوبنا معها، ربي أرحمها فقد كانت من أحسن خلقك خُلقاً وتقرباً بك. ليس بعد رحيل الجدة شيء أعظم، وليس هناك ألم وفقد يوازي فقدها. هي أم وجدة ومربية أجيال تركت وراءها بصمات محفورة في عقول وقلوب ذريتها دون استثناء.
أصعب اشتياق لإنسان لن يأتي مثله أبداً ولن يعوض مكانه أحد إنها جدة أولادي وتاج رأسي التي رسمت أجمل صور الأم الحنونة والجدة التي زرعت الحب والعطاء في نفوس ذريتها، الإنسانة التي ذكرها الطيب في ذاكرة كل إنسان عرف السيدة الفاضلة أم سعود رحمها الله. الدعاء للميت بظهر الغيب من أفضل الأمور التي تنفع الميت، حيث يدعو الإنسان له بالرحمة والمغفرة وأولاد جدة أولادي كلهم صالحون حيث لا ينقطع عمل الإنسان.
همسة: (في مراسم عزاء خالتي (عمتي) أدركت مدى التلاحم والمحبة بين أفراد ذريتها من الذكور والإناث حفظهم الله وأتم عليهم المحبة والألفة).