سلطان مصلح مسلط الحارثي
شخصياً ومنذ أن تابعت كرة القدم السعودية، وعلى مدى عشرات السنوات، ظل بعض المنتمين للوسطين الرياضي والإعلامي، يشككون في هذا الفريق أو ذاك، ووصل التشكيك مراحل متقدمة في نزاهة المباريات، بل إن البعض تجاوز ذلك بمراحل، وأشار إلى أن البطولات «تعطى هبات»، وكانت الإثارة والشكوك بشكل دائم تنصب نحو فريق الهلال بما أنه البطل المتوج في معظم السنوات الماضية، شكك فيه رؤساءأندية، ومسؤولون «بدون مسؤولية» على شاكلة (خشم بخاري)، وشكك فيه إعلام وجماهير، وظلت الاتهامات تلاحقه حتى اليوم، شُكك في مبارياته، ولا زلنا نتذكر مباراته مع النهضة التي لا زال البعض يؤكد التلاعب فيها، وشُكك في مباراته مع الرائد، وأُطلق عليها «فلم»، وشُكك في معظم إنجازته، ويأتي على رأسها كأس المؤسس، ومن أواخر التشكيك في زعيم البطولات، ماقاله عضو اتحاد الكرة «المبعد» عبداللطيف بخاري، الذي أشار إلى أن خشمه شم توجه الدوري للهلال قبل أن يُبعد ويُعاقب ويعتذر عن شكوكه التي صفق لها بعض المنتمين للوسط الرياضي، ووصفوها بالشجاعة.
سنوات طويلة، بل عقود مضت، ونادي الهلال يعاني من التشكيك والاتهامات والتجاوزات من الوسط الرياضي، وكان ثلة من المتعصبين يغمزون ويلمزون في المسؤولين عن الرياضة، بالإشارة إلى وجود «لوبي أزرق»، يعمل داخل المنظومة الرياضية لمصلحة الهلال، وإن اتحاد الكرة يدعم الهلال دون سواه، واللجان تقف في صفه، والحكام يساندونه، رغم أن كل تلك الاتهامات باطلة، والشواهد على بطلانها موثقة بالدليل القاطع، بل على العكس، الهلال عانى كثيراً من إجحاف اتحاد الكرة، واللجان الرياضية، وما حصل له هذا الموسم ليس إلا دليلاً مباشراً وواضحاً وصريحاً على الإجحاف الذي يمارس ضد الهلال، ليكتشف الجميع أن مقولة «اللوبي الأزرق» ماهي إلا «كذبة» مررها إعلام ومسؤولو أندية للتغطية على فشل أنديتهم، ولكن الجميل في فريق الهلال ومسؤوليه وحتى جماهيره، هو تجاوزهم كل تلك الخزعبلات، حيث لم يعِروها أي اهتمام، ناهيك عن الرد عليها، بل كان رد الفريق ومنسوبيه داخل الميدان، والميدان فقط، إذ تزعم الهلال البطولات المحلية والعربية والقارية، حتى وصل لينافس عالمياً، وأصبح زعيماً للأندية السعودية على مستوى البطولات الخارجية، إذ حقق 15 بطولة خارجية، بينما أقرب منافس له لم يتجاوز 7 بطولات، في تأكيد على نزاهة هذا الفريق الذي يضرب محلياً ويوجع خارجياً.
ومن تغريدة «خشم بخاري» إلى تغريدة القانوني الدكتور عمر الخولي، الذي بالأمس تمنى التفات مكافحة الفساد إلى المنظومة الرياضية.. نعم تغريدة الخولي لم تكن موفقة، وأخطأت المسار، ولكن ماذا كانت ردة الفعل؟
لقد توجه الوسط الرياضي والإعلامي لنقد التغريدة، والخوض في الهدف منها، ومحاولة التجييش ضد الخولي، ومن من؟ من نفس الأشخاص الذين بالأمس شككوا وطعنوا في نزاهة منافساتنا المحلية، وصفقوا لتغريدة «خشم بخاري»، فلماذا كل هذا التناقض ياسادة؟
كرتنا نزيهة وشريفة، ليس من اليوم فقط ياحماة الفضيلة، بل هي نزيهة منذ تأسيسها، فلا تمسوا هذا الجانب، فإن أغاظكم اليوم اتهام غيرصريح، واكتويتم بنار التهمة، فلقد كنتم بالأمس قادة رأي الطعن في نزاهة كرتنا، ومن وصفنا بالأمس بالفساد، لا يحق له اليوم أن يطعن في الخولي، وإن نسي ذلك، فهنالك عقول لا تنسى ماتخطه أيادي المتناقضين.
تحت السطر:..
_ الموسم الرياضي الحالي يشبه إلى حد كبير موسم 2019 وموسم 2014، ففيه كثرة الإساءات والاتهامات والتشكيك والتجاوزات غيرالمنطقية، إلا أن هذا الموسم زادت فيه السقطات والتجاوزات.
_ إعادة فتح ملف قضية محمد كنو غريب جداً، والأغرب من ذلك توقيته.
_ لن يكسب فريق النصر النقاط التي يطالب بها في «المكاتب»، فالقضية بالنسبة للوسط الرياضي محسومة، ولا مجال للتراجع فيها، إلا إذا أراد مركز التحكيم عمل «بلبلة»، وقتها ستُفتح أبواب التأويلات والشكوك والظنون، وسنخسر كثيراً.
_ الحضور الجماهيري الذي شهدته مواجهة ضمك والهلال، من الجانب الهلالي، كان مبهراً جداً، ويحكي قصة عشق لهذا الأزرق حتى وهو بعيد عن لقب الدوري.
_ فريق الوحدة الذي وصل لنهائي كأس الملك، وقدم مباراة رائعة من أمام الهلال وصلت لركلات الترجيح، خسر يوم الاثنين على أرضه وبين جماهيره من فريق الخليج برباعية ثقيلة, تباين هذه المستويات لبعض الفرق محير جداً، ولا يمكن فهمه، إلا إن كان ارتفاع مستوى تلك الفرق يعود للعامل النفسي فقط.
_ كانوا يشككون في الهلال على مدى عقود طويلة، ولم يبقَ مسؤول إلا وشككوا فيه، ولم تبق لجنة إلا وأثاروا حولها الشكوك، وحينما كُتبت تغريدة لا يوجد فيها اسم ناديهم صرخوا بقوة، وطالبوا بردعه! بضاعتكم رُدت إليكم.