صدر حديثاً كتاب ضخم بعنوان: «شهيد المدينة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه»، لمؤلفه الأستاذ الدكتور/ عبدالعزيز بن إبراهيم بن سليمان العُمري، وتبلغ عدد صفحاته (752) صفحة.
ويعالج الكتاب حياة الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الذي زكي من رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد له بالجنة في مواضع متعددة، آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقه وناصره وهاجر معه وجاهد.
نطق بالحق، وتنزل القرآن موافقًا لرأيه في مواضع متعددة، ساهم في بيعة الصديق خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكان خير خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عمر رضي الله عنه خير مستشار ومعين له.
وقال الدكتور عبدالعزيز العُمري: تولى الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه
الخلافة من بعد الصديق رضي الله عنه وسار بالأمة والخلافة عشر سنين، فقادها إلى أن تكون أقوى الأمم في زمانه، امتدت لتحمل الهدى والنور للعالم. كان رضي الله عنه مثالاً للخليفة الرشيد، منصفًا عادلاً مطبقًا لما تعلمه من معلمنا الأول رسول الله صلى الله عليه وسلم، راسمًا لطريق الرشاد والإدارة الحسنة، حتى صار مثلاً للإنسانية جمعاء في العدل والإنصاف والإيثار على النفس، وتفقد أحوال الرعية.
أدار الرجال والمال فأحسن الإدارة. أسس الدواوين، ووزع الأمراء والمعلمين، أمثلة إدارته، وما جرى بينه وبين أمرائه من رسائل ومكاتبات ومتابعة ومحاسبة، وصارت نبراسًا ونظامًا رصدته الأمة فيما دونته من كتب السياسة الشرعية، والأحكام السلطانية، وكتب الأموال وأحكام الخلافة والإمامة.
وقد تطرق الكتاب: لنسب عمر بن الخطاب رضي الله عنه وزوجاته وأبنائه، كما تطرق لحياته قبل الإسلام، وما ورد عنها من روايات، وعن إسلامه، وعن فضله، وعلاقته بالنبي وبآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وبأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وعن جهاده مع النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أعماله في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وعن استخلافه، ومراقبته للرعية وعنايته بها، وأهم أعماله في إدارة الدولة، ومن ذلك الجانب المالي، وأهم ما تميز به رضي الله عنه، مثل: الخراج وتدوين الدواوين، وعن الفتوح في أيامه وتمصير الأمصار، وعن تفقده لأحوال الناس، وعن صدقاته وأوقافه في بناء المساجد، كما تناول أوليات عُمر رضي الله عنه وخططه للمستقبل، وذكر أشعاره، كما تلا ذلك الحديث عن استشهاده رضي الله عنه وأمر الخلافة من بعده، ونظرة الأمة لعمر رضي الله عنه، وذكر بعض ما رثي به.
وقد حرص المؤلف على ما ورد في كتب السنة من روايات صحيحة فيما يرتبط بعمر رضي الله عنه، وكذلك استقائه بعض الروايات من كتب الأنساب، وحرص المؤلف على اختيار الروايات المناسبة للمنهج التاريخي ومقاييس عصر عمر رضي الله عنه وما عرف عن شخصيته رضي الله عنه وأرضاه.
الجدير بالذكر أن للأستاذ الدكتور عبدالعزيز العُمري جهودا علمية متميزة في داخل المملكة وخارجها من خلال المشاركة في المؤتمرات والندوات العلمية، واللقاءات وورش العمل، إلى جانب الإشراف على رسائل الماجستير والدكتوراه، وله «54» كتاباً مطبوعاً، و«40» بحثاً علمياً منشوراً.