د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
فتحت بلادنا الغالية فضاءات رحبة للمرأة السعودية ومنحت النساء شارات البدء، ومن ثم الانطلاق نحو النهايات المبهجة. ففي الأمس القريب وتحديداً في 21 من مايو الجاري انطلق صاروخ فالكون نحو محطة الفضاء الدولية وعلى متنه الحلم السعودي الذي بلغ الآفاق برائدَيْ الفضاء السعوديَّيَن علي القرني وريانة برناوي وفي حنايا صاروخ آخر حُزَمٌ من الإرادة الوطنية وطموح القيادة وشغف الشعب حتى نصل بإذن الله إلى السياحة الفضائية والابتكار والريادة العلمية..
وبقوة تُلهمُ أجيال المستقبل وصل رائدا الفضاء علي القرني وريانة برناوي لمحطة الفضاء الدولية بنجاح مشهود ضمن مهمتهم العلمية لخدمة بلادنا والبشرية وأحاطنا فخر بلا حدود بالمنجز الوطني واعتزاز لا مثيل له بقدراتهم الملهمة لأجيال المستقبل لتواصل بلادنا طموحاتها في الفضاء كما هي على الأرض. فكانت «ريانة» تلك المرأة السعودية المحلقة مع طموحات المرأة في بلادنا وهي أول رائدة فضاء عربية مسلمة...
«وريانة» تقود مع الفارسات السعوديات مراكب التحضر، ومواكب الازدهار في حلبة التنافسات العالمية؛ «وريانة» هي كل سعودية تواقة لاترى المستحيل إلا مصطلحاً اتفقنا على تجاهله واستبعاده «وريانة» عقود جُمان منظومة من القادم الجميل, وريانة حبك صواغ ماهر زرع الرِكاز الثمين في فضاءات المرأة السعودية فتقاطرت الطروحات حولنا وأصبحنا حديث المثال النسائي الجميل؛ وريانة في الفضاء تتحدث عن مضمارنا الخصيب، وتعرض أوراقنا البيضاء التي تفكك ثورات الشكوك أمام العالم الناهض وتنبئ عما توافر في بلادنا من قرارات التمكين وقواعد انطلاقة النساء نحو حقول الحصاد؛ واعتلتْ المرأة السعودية منصات القول في رواقها المحلي وفِي خارج الوطن عندما شاهد العالم «ريانة» وهي تلتحمُ بالفضاء استكشافاً، ودار الحديث في مشارب شتى في المكانة والتمكين ومستوى التعزيز والدعم؛ ودخل واقع المرأة السعودية معامل التقييم الخارجي فنجح باقتدار بصورة منصفة نتخطى بها حِجَاج العالم، وفي كل البيئات وقفتْ العقول احتراماً لنسائنا اللاتي حلّقن بأجنحتهن نحو بوابات الفضاء؛ وكانت خريطة الدروب النسائية واضحة المعالم تتناثر فيها مقومات التمكين النهضوي والتعزيز من قبل القيادة الرشيدة الذي جعل المرأة تصعدُ للفضاء لتصنع التحول إلى الاقتصاد والابتكار وتُحسنُ السير فيه بانسيابية حيث كان ارتياد الفضاء أولوية وطنية في رؤية بلادنا العملاقة 2030 الذي بدأ بأحلام وثيرة حملتها «ريانة» إلى حدود السماء وماوراءها لتأكيد التحولات السريعة القافزة وتدوين طروس الوعي المجتمعي بمشاركة العين الثانية للتنمية وهي المرأة؛ فاستطاعت نساؤنا باقتدار؛ ارتياد بوابات الدخول للعصر الحديث في كل متكأ تحتاجه النساء ويصب في إهاب الوطن، واتسعتْ النطاقات التي تعمل فيها المرأة؛ وانبثقتْ عن ذلك المفهوم قدرات نسائية تمكنت من اصطياد اللحظات الملأى؛ واقتناص فرص الوطن؛ حتى بدا حراك المرأة السعودية الوطني التنموي وهو يغادر الأدوار التقليدية، وما الفضاء إلا شمس جديدة أشرقت من خلال ابنة الوطن «ريانة».
وتبقى العقول النسائية السعودية ينسكبُ منها المُزن ويورق منها ما يُشكّلُ حياة المجتمعات السعودية النامية؛ الذي أُشعلتْ شموعه في بلادنا في محطات النساء ومنائرهن في الأرض والفضاء..
بوح فضائي:-
من قصيدة للشيخ عبدالله بن خميس رحمه الله:
أرأيت كيف الجاذبية أقفرتْ
والوزن حتى لم تزن مثقالها
ورأيت آيات الغروب نواصعا
ورأيت منها شمسها وهلالها
تنبيك ماهو من بدائع صنعه
وتريك قدرة خالق أوحى لها