احتفالية زاهية بهية رائعة، تلك التي تابعناها في وسائل الإعلام مساء يوم الأحد الفائت، برعاية قائد مسيرة منطقة تبوك صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، بحضور الرئيس التنفيذي لنيوم المهندس نظمي النصر ومسؤولي المنطقة الكرام والأهالي الذين غصت بهم جامعة المنطقة، المدينة التي تحمل أغلى منطقة محفور في قلوبنا، وفي ناحية من أغلى وأعز أنحاء الوطن.
وسط مشاريع الضياء والنور، التي غمرت الأفئدة وزوايا المكان، تنبثق منها الحقيقة عن الواقع الفعلي للإنجاز وعن نبل الروح التي سكبت دعائم الصرح الشامخ لمملكتنا الحبيبة، الذي نتفيأ ظلالها في رحاب الواحة الغناء من الأمن والاستقرار والرخاء داخل الأسوار المنيعة للمملكة المتوحدة.
«ملتقى تبوك الثاني» عمل باهر أفصحت مفرداته وتفاصيله وأدواته وألوانه عن روح المستقبل روح الوطن، هذا الوطن الذي يتسع للجميع، دستوره الإسلام، ومنهجه الوسطية الذي يتقبل الآخر، ويرحب بالكفاءات من كل مكان، وسيلقى كل احترام من جاء ليشاركه البناء والنجاح.
هذا الملتقى الذي صحب حاضريه ومن تابعوه في «رحلة نوعية على ضوء رؤية ومبادرات مشروع نيوم»، حيث يصوّر المستفيدون من مشاريع نيوم وبرامجها من مختلف أنحاء المنطقة بتجاربهم الرائعة، مجموعة من قصص النجاح الخالدة من أرض نيوم، لتسليط الضوء على قصص الشباب والشابات التي ورثوا من قيادتهم الرشيدة العزيمة والإرادة والتصميم والصبر.
وبحسب البيان الذي أصدرته اللجنة المنظمة التي استعانت بأفضل الأفكار لتقديم نسخة استثنائية تليق بالمناسبة الجميلة، وأسعدت الحشود الكبيرة التي تقاطرت من كل مكان للمشاركة في هذا الملتقى تحت شعار «مستقبل الإنسان والمكان»، على مدار خمسة أيام في جامعة تبوك، حيث اشتملت تلك الأفكار على تسليط الضوء على الجهود الفردية لكل قطاع داخل نيوم، ودوره في تمكين أهالي المنطقة وتنمية استثماراتهم المحلية وتحسين جودة الحياة، ولإحداث أثر تنموي واجتماعي واقتصادي إيجابي على المنطقة، وذلك من خلال دعم المشاريع المحلية والموهوبين والشباب والشابات ورواد الأعمال، إضافةً إلى مجموعة من البرامج والمبادرات التي تستهدف المنطقة على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية كافة.
من بين ثنايا العرض المبهر لمجسمات وصور مشاريع نيوم مثل ذا لاين وتروجينا وسندالة وأكساچون الذي تحوَّل معها ليل الملتقى نهاراً بفعل الأضواء الكاشفة والمؤثرات المعتمدة على أحدث تقنيات العروض والإبهار، تظهر بعض من جوانب المعادلة الناجحة لمشاريع نيوم وتجربتها في تأسيس الأجيال، بصورة الانطلاق نحو المستقبل الزاهي والزاهر في ظل الحاضر الجميل بحكمة ووعي وإدراك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- الذي قال: «المملكة العربية السعودية ماضية نحو تحقيق كل ما يعزِّز رخاء المواطن وازدهار الوطن وتقدمه وأمنه واستقراره، والتيسير على المواطن لتحقيق مختلف المتطلبات التي تكفل به حياة كريمة - بإذن الله».
هكذا وصف صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز -حفظه الله- أمير منطقة تبوك «نيوم» وهي تسير نحو أفق جديد وصفحة جديدة منيرة من صفحات مستقبل وطننا الوضاء، وقد مرَّ خمسة أعوام على إطلاق ذلك الحلم الجريء والطموح لمستقبل جديد، وهو انطلاقة التغيير التي ستجسِّد مستقبل الابتكار في الأعمال والمعيشة والاستدامة، والذي آثر سمو الأمير فهد في تلك المناسبة أن يحتفي بفارس الوطن وصاحب الفكر والطموح وعاشق التغيير والتجديد وراعي مشروع «نيوم» سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وقد قال سموه: «إن ما شاهدته اليوم هو شيء مذهل، وأنا شخصياً مذهول من العبقرية التي أوجدت هذه المشاريع، وهي مشاريع خلاقة، وأجزم بأنها غير موجوده في أي مكان في العالم، والأهم من هذا ما نشاهد صور ومجسمات، لكن العمل مستمر الآن ويسير بسرعة هائلة، وستبدأ الناس تشوف وتلمس وتجرب وتعيش وتزور خلال أشهر بسيطة هذه المشاريع، وإن ما يحلم فيه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بدأ يتحقق على أرض الواقع».
لعل ما يميز التجربة التنموية في وطننا الحبيب هذه الوقفات بين فترة وأخرى، لتعزيز المكتسبات وشحذ الهمم، انطلاقاً من خارطة طريق تسير إلى هدف واحد، إسعاد الإنسان وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة، في إطار استيعاب قول سمو ولي العهد: «نتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقًا، قادرون على أن نصنعه -بعون الله- بثرواتها البشرية والطبيعية والمكتسبة التي أنعم الله بها عليها».
مع كل ملتقى من ملتقيات تبوك، نلمس أيضاً مظاهر احتفاء الأمير فهد بأبطال نيوم، فجميعهم مكانتهم في القلوب وبين حدقات العيون؛ لأنهم من المساهمين في صناعة المستقبل الذي يتطلع إليه كل من يحب التقدم لهذا الوطن، وكما يأمله له فارس الوطن وصاحب الفكر والطموح وعاشق التغيير والتجديد الذي أطلق مشروع «نيوم»؛ إيماناً بأن وطنه يستحق الأفضل والأجمل، وما قول سمو الأمير فهد: «إن اليوم هو يوم الفخر بأبناء المملكة العربية السعودية، بداية من الأخ نظمي وبالشباب والشابات الذين قابلتهم، وهؤلاء هم الأساس، وخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد عندما يبدؤون مثل هذه المشاريع أساساً هي تهدف إلى المواطن والمواطنة السعوديين» سوى خطوة من خطوات التقدير والتكريم والعرفان، و»نيوم فرص خيالية ومكان للحالمين».