إبراهيم بن سعد الماجد
لقد سخَّر المولى سبحانه وتعالى كل ما في الكون لعمارة الأرض ومن عليها، ولذا فإن كل ما يكون من دراسات واستكشافات في الفضاء إنما هدفه الأسمى عمارة الأرض، ورفاهية الإنسان، سواء الرفاهية المباشرة أو غير المباشرة، كما أن كل ما يحدث من استكشافات لرواد الفضاء يصب في في مصلحة من هم على الأرض، من إنسان وحيوان ونبات وجماد.
يخطئ من يضن أن محاولة معرفة ما في الكواكب الأخرى، إنما هو حديث الساعة، وأن الغرب هم أول من بدأوا ذلك، والحقيقة أن العلماء العرب والمسلمين هم أول من بدأ هذه المحاولات، ولهم آراؤهم المعتبرة في هذا السياق.
(فقد ساهمت دراسات علماء العرب والمسلمين الأولى للفضاء بإثراء علم الفلك والفضاء التي تعتمد عليه الدراسات والاكتشافات في العصر الحديث، ومن علماء المسلمين في الفلك الصوفي الذي كان أحد أهم علماء الفلك المسلمين في عهد السلطان البويهي، حيث أهدى إليه كتابه صور الكواكب الثمانية والأربعين، والبيروني الذي كتب كتاب القانون والمسعودي الذي تناول فيه موضوعات عدة منها علم الفلك وحركة الشمس والقمر بالإضافة إلى حركة الكواكب وقاس خطوط الطول والعرض في كتاب الآثار الباقية عن القرون الخالية للعديد من الأماكن والتي تبيّن لاحقًا أنها صحيحة علميًا وقام بقياس نصف قطر الأرض وكتب موسوعة واسعة في علم الفلك، وابن الهيثم الذي استطاع قياس سماكة الغلاف الجوي.
وقد كتب البتاني كتاب زيج الصابئ الذي يُعد من أهم مؤلفاته، وتمكن من حساب طول السنة الشمسية وطول السنة المدارية، وتنبأ بالخسوف والكسوف بالإضافة إلى دراسته لظاهرة اختلاف الفصول، كما أجرى العديد من التعديلات المهمة على كتاب بطليموس.
ويوجد العديد من العلماء الذين قاموا بدراسات حول الفلك والفضاء كالفرغاني والطوسي وثابت بن قرة).
في 4 تشرين الأول/ أكتوبر 1957، أُطلق أول قمر صناعي من صنع الإنسان (سبيوتنيك1) إلى الفضاء الخارجي، مؤذنا بفتح الباب أمام استكشاف الفضاء.
وفي 12 نيسان/ أبريل 1961، كان السوفياتي يوري غاغارين هو أول بشري يدور حول الأرض، معلنا فتح فصل جديد من مغامرات الإنسان في الفضاء الخارجي
وفي 10 تشرين الأول/ أكتوبر 1967، دخلت معاهدة «كارتا ماجنا (الميثاق الأعظم) المتعلقة بالفضاء»، وهي الصك الأساسي للقانون الدولي للفضاء الذي يُعرف رسميا باسم: معاهدة المبادئ المنظمة لأنشطة الدول في ميدان استكشاف واستخدام الفضاء الخارجي، بما في ذلك القمر والأجرام السماوية الأخرى حيز التنفيذ.
أول رائد فضاء عربي مسلم
عام 1985م كان العالم على موعد مع أول رائد فضاء عربي مسلم سعودي، إنه الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، البالغ من العمر في ذلك الوقت 28 عاماً، وهو الحاصل على رخصة الطيران المدني، والممارس (هواية) للطيران بكل احترافية ومهنية.
أذكر جيداً تلك الرحلة التي صادفت اليوم الأخير من شهر رمضان، وأذكر جيداً ذاك المكوك الذي انتشر اسمه (دسكفري) حتى صار مثالاً على السرعة والإنجاز.
أول رائدة فضاء عربية مسلمة
وفي هذا العام 2023م اشرأبت أعناق العالم كله لرائدة الفضاء العربية المسلمة السعودية - ريانة برناوي - الحاصلة على البكالوريوس في علم الهندسة الوراثية وتطوير الأنسجة من جامعة أوتاجو في نيوزيلاندا، كما حصلت على الماجستير في العلوم الطبية الحيوية من جامعة الملك فيصل، وفي هذه الرحلة سيتم عمل البحوث المتعلقة بالسرطانات والتي تهم رائدة الفضاء ولها بحوثها في هذا المجال، ويعلق على هذه الرحلة الأمل في معرفة بعض الخصائص العلمية المهمة.
رائد الفضاء علي القرني
طيار حربي برتبة نقيب، شغوف بعمله، عمل على F15 الحربية وتدرب في أفضل مراكز التدريب، يسعى من خلال مشاركته في هذه الرحلة إلى إفادة العالم من بعض البحوث الطبية والعلمية المهمة.
وستكون مدة الرحلة إلى الفضاء حوالي 8 أيام، وخلال هذا الوقت سيقوم الفريق بالعمل على أكثر من 20 بحثًا ومشروعًا علميًا، بما فيها الخلايا الجذعية والأبحاث الطبية الحيوية الأخرى.