سعود عبدالعزيز الجنيدل
استعرض المقال في جزئه الأول واقع كتابة المحتويات بين من يتعمد الكتابة بالعامية، وبين بعض النحويين الذين يتتبعون ويرصدون ما يكتب، مقدمين نقدا وتصويبا لغويا للمحتويات، إضافة إلى ذكر ثلاث نقاط يجب أخذها في الحسبان عند كتابة المحتويات سواء بالعامية أو الفصحى، وهي: قناة المحتوى، سياق المحتوى، والحسابات والمخاطبات الرسمية. وفي هذا المقال سأستكمل ما بدأته من نقاط:
رابعا: اللغة الإعلامية المكتوبة، ويقصد بها ما تتناوله وسائل الإعلام المختلفة - وبما أن هدف المقال هو الكتابة، لن أتطرق إلى اللغة الشفهية، فهذا محور قد أفرد له مقالات أخرى – فالكتابة السليمة ضرورية في هذا المقام سواء أكانت مقالات، أخبار، تقارير، استطلاعات ...إلخ، ولا يقبل اللحن فيها ولا مسوغ له. وقد جاء في المادة الـ17 للسياسة الإعلامية في المملكة العربية السعودية، ما نصه: «يوقن الإعلام السعودي بأن العربية الفصحى هي وعاء الإسلام ومستودع ثقافته وموئل تراثه، لذا فهو يحرص أشد الحرص على:
-1 توجيه الكتاب ومعدي البرامج إلى وجوب الالتزام بقواعد الفصحى نحوا وصرفا وسلامة في التعبير وصحة في استعمال الألفاظ.
-2 الحرص على تنقية المادة الإعلامية التي تقدم من خلال وسائل الإعلام جميعها عن كل ما ينال من اللغة العربية الفصحى أو ينفر منها أو يقلل من أهميتها.
وأرى في هذه المقاربة نجاعة وتقنينا لكتابة المحتويات سواء بالعامية أو الفصحى، ومما لا شك فيه أن كاتب المحتوى لو تمعن في هذه النقاط لتوصل إلى الطريقة المناسبة التي تلائم محتواه، وعلى الطرف الآخر ينبغي –لبعض النحويين- مراعاة هذه النقاط، إضافة إلى محاولة تبسيط اللغة الفصحى وعدم إثارة قضايا عميقة لا تهم عادة إلا المختصين، وليجعل ذلك في الأقسام الأكاديمية المتخصصة أو المجلات العلمية المحكمة، وعدم إسقاط تلكم القضايا الخلافية على المحتوى البسيط الذي يستخدم اللغة الفصحى المبسطة، حتى لا ينفر الآخرون. وأرجو أن تكون هناك نقاط التقاء بين صناع المحتويات واللغويين المتخصصين، حتى يسهم الجميع في خدمة اللغة العربية، ومواكبتها عصرنا الحديث، وهي قادرة على ذلك، وأرى أن مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية قادرا على أخذ زمام المبادرة، فهل نرى ذلك؟