عبده الأسمري
ما بين متون «الشور» وزع «النور» في اتجاهات المعارف رافعاً راية «الجدارة» في ميادين «الاستشارة» مهدياً للأجيال غنائم «الإعانة» ومغانم «الأمانة» في سيرة تجللت بالأثر وتكللت بالتأثير وتوسمت بالمآثر.
رتب «مواعيد» المعالي على «أسوار» البدايات واستأثر بمقام «اللين» والهام «اليقين» في توليفة بشرية جمعت «الجد» و»الود» وألفة أنسانية ضمت «الهيبة» و»الطيبة».
اقترن ذكره بصلابة «الطموح» ومهابة «الصروح» محولاً «صعوبة» الانطلاق إلى «مثوبة» للوفاق خلدت «بصمات» الفارق على «بوابات» الوطنية.
رفيق ملوك ومستشار أمن ووجه خير ونبض سخاء وأنيس مجلس وأصيل قول ونبيل فعل استلهم من «الذات» معاني «الدوافع» وانتهل من النفس معالم «المنافع» فكان «المتوج» بالثقة والحقيق بالعلا..
إنه معالي أمين عام مجلس الوزراء الأسبق معالي الأستاذ عبد العزيز السالم أحد أبرز المستشارين والمسؤولين ورجال الدولة.
بوجه نجدي تعلو فيه سمات «التسامح» وسمو «الملامح» وتقاسيم يسكنها «الهدوء» تتكامل مع والده واجداده وتتماثل مع أخوته وأخواله وعينان تسطعان بنظرات «الحكمة» ولمحات «الفطنة» ومحيا يزخر بالبهاء ويتكامل على أناقة تتباهى باللبس الوطني وشخصية جميلة التعامل أنيقة التواصل أصيلة الطباع نبيلة الطبع يتجلى فيها حسن الخلق وتتلألأ منها معاني النبل وتسمو معها محاسن الوصال وصوت قوامه «فصل الخطاب» ومقامة «أصل الجواب» مع لغة فصيحة مكتظة بجمال «القول» وكمال «اللفظ» وعبارات عامرة برصيد ثقافي ومخزون أدبي واعتبارات غامرة بحس وطني وأحساس مهني قضى السالم من عمره «عقود» وهو يؤسس «أركان» البدايات على أرض «التخطيط» ويقيم «أصول» الاستشارات امام أفق «التنفيذ» ويكتب للوطن «ملاحم» النماء ويبهج الزمن بوقائع «الانتماء» مسؤولاً ومستشاراً وخبيراً وقيادياً وريادياً كان «رقماً» صعباً في منازلة «التحديات» و»عدداً» صحيحاً في معادلة «الامنيات» وناتجاً مؤكداً في متراجحة «الذكريات»..
في الدرعية «موطن» الحكم و»منبع» النصر الماكثة في قلب «التاريخ» الباذخة بتخريج «الوجهاء» والفضلاء إلى محافل «القرار» ولد عام 1351هـ من أسرة تميميه عريقة اشتهرت بنصرة القيادة واعتلاء المسؤولية وتعالت «اهازيج» الفرح وانتشر «اريج» السرور ليملأ بلدته بعبير «المقدم» الميمون وأثير «القدوم» المبارك.
تفتحت عيناه على «أب» كريم امتهن «التجارة» وحصد «الشطارة» فنال «نصيباً» مفروضاً من دواعي «السمعة» ومساعي «الهمة» وأم «عطوفة» أغدقت عليه بتباشير «العطف» وأهدت اليه بشائر «الدعاء»..
ظل صغيراً يرتقب قدوم والده «الوجيه» كل مساء لينصت إلى حكايات «التوجيه» ومرويات «الوجاهة» التي استعمرت وجدانه وكانت «السر» الخفي الذي أنتج «الجهر» المعلن في «محطات» الكفاح و»مسارات» النجاح.
ارتبط سمعه طفلاً بأصوات «المحال» التي تجرها السواني من الآبار التي اقترنت بالمنامات «الهانئة» على ناصية «البهجة» وتعتقت نفسه بروائح «الطين» في حقول بلدته وتشربت ذاته لوائح «الحنين» في مرابع عشيرته.
عاش «طفولة» خالية من «دسم» الرفاهية كاملة من «هم» البدائية مكتملة ببراءة «الصغار» والنوم على ضياء قمر يتناغم مع أنفاس قروية ترسم «مشاهد» السكينة من عمق البساتين إلى عقر المنازل.
ركض صغيراً مشفوعاً بنبوغ باكر استعمر داخله فظل يقتنص «بسمات» الرضا في وجوه «الطيبين» ويحفظ «نداءات» الرزق في صباحات «الكادحين» ليكمل نهاراته مقيماً في «ثنايا» العفوية وثاوياً أمام «عطايا» البساطة فاكتملت أمامه أضلاع «القيم» والتي ارتسمت كبصائر «أولى» واكتملت كمصائر مثلى ظلت عنواناً لهمته وميداناً لقيمته.
انشرح صدره لتلك «القصص» التي ملأت قلبه بوطنية عميقة من محفل «توحيد» البلاد الذي تزامن مع مولده واقترن مع قدومه فظل ينظر إلى «الوطن» ككيان واحد متحد يجمع البشر من الاتجاهات الأربعة تحت ظلال «أسرة» واحدة.
تعلم في بداياته على أيدي الشيوخ في «كتاب» قريته.. ونظراً لظروف الحياة انتقل مع أخيه محمد على ظهر راحلة من الأبل لملاقاة والده ومواصلة التعليم في المدارس النظامية.
درس في المدرسة الأميرية بالأحساء موطن تجارة والده ثم التحق دارساً في حلقة سماحة الشيخ ابن باز في الخرج ثم انتقل للدراسة في المعهد العلمي بمكة ثم في كلية الآداب بجامعة القاهرة وكان يعد العدة لأكمال دراساته العليا الا ان مهامه العملية رجحت كفة «الجذب» نحو الوظائف و»التجاذب» مع المهمات.
سيرة عملية منوعة قضاها السالم في معترك العمل الوظيفي حيث عمل مدرساً في سن صغيرة والتحق بوزارة المعارف في عمل أداري في البدايات مع موظفين محدودي العدد وحجم ميزانية عامة لا تتجاوز 20 مليون ريال .
وتدرج في مهماته وصعد «سلالم» الوظيفة بكل اقتدار واعتبار حتى بات من كبار مستشاري الأمير (الملك) فهد رحمه الله في وزارة المعارف ثم في الداخلية ثم في أمانة مجلس الوزراء والديوان الملكي.
وتم تعيينه كمشرف على تأسيس مجلس الأمن الوطني عام 1390هـ وعمل مشرفاً عاماً على مكتب وزير الداخلية وصدر الأمر الكريم بتعيينه على منصب الأمين العام لمجلس الوزراء.
نشر العديد من المقالات تحت أسم مستعار وهو «مسلم عبد الله المسلم» لمدة 14 عاماً ثم أظهر شخصيته الحقيقية وعاود النشر بأنفاس طويلة وأصيلة في ميادين الكتابة ونشر العديد من البحوث والأوراق العلمية والمقالات في قضايا الثقافة والتربية والمعرفة والإدارة والشأن العام وشارك في عددٍ من المؤتمرات والملتقيات.
أصدر كتابي مأزق القيم، ووقفات مع ذكريات الأستاذ عبد الله القرعاوي وفي عام 1431 أصدر كتاب ثالث بعنوان «ذكريات مما وعته الذاكرة» وشمل العديد من الدروس والعبر والقصص والمواقف والوقفات التي استعرضها في سيرة حياته باختصار على مر مراحل من الحياة وفي دروب من العمر واتسمت بالمصداقية والنزاهة والصدق والوضوح.
وهو عضو مؤسس لعدد من المراكز العلمية والمجلات المحكمة والجمعيات الخيرية وله مجلس أسبوعي مفتوح يشهده رواد وأصحاب الفكر والرأي والثقافة والادب من السعودية والخليج والعالم العربي.
غادر السالم منصات ومواقع العمل الحكومي تاركاً الضياء في قلب «الاستثناء» وقالب «الثناء» مولياً قبلة اهتمامه وهمته شطر «المعرفة» التي أشعل في ميادينها «الفكر» ورسم في مضامينها «الذكر» لينال أسبقية «الامتنان» وأحقية «العرفان».
عبد العزيز السالم.. الأمين المؤتمن والأديب المستشار ..القامة الوطنية والقيمة المعرفية صاحب الاضاءات الزاخرة بالاعتزاز والامضاءات الفاخرة بالإنجاز.