أصبحت ظاهرة إدمان أفراد المجتمع للمخدرات «خاصة الشباب» ظاهرة خطيرة تستهدف الشباب والمراهقين من أبناء الوطن، حيث إنها تقضي على عقولهم أولًا ومن ثم تقضي على أبدانهم ولذلك أصبحت ظاهرة إدمان المخدرات من أخطر المشكلات التي تشغل بال المسؤولين في جميع أنحاء العالم، وخاصة عالمنا الإسلامي.
ويوماً بعد يوم يتعاظم خطر الإدمان، لأنه يزداد كل يوم مع انخفاض سن الأشخاص المدمنين ودخول نوعيات جديدة من الصبية والشباب صغيري السن من تلاميذ المدارس وطلبة الجامعات، دائرة الموت والهلاك.
تعتبر مشكلة تعاطي المخدرات من المشكلات الخطيرة التي تؤثر في بناء المجتمع وأفراده لما يترتب عليها من آثار اجتماعية واقتصادية ونفسية سيئة على الفرد وعلى المجتمع.
من الناحية الطبية فإن إدمان المخدرات، هو مرض يؤثر على دماغ الشخص وسلوكه ويؤدي إلى عدم القدرة على التحكم في استخدام أي عقار أو دواء مشروع أوغير مشروع، كذلك تندرج بعض المواد، مثل: المشروبات الكحولية والماريجوانا والنيكوتين، تحت فئة المخدرات.
يمكن أن يبدأ إدمان المخدرات بالتعاطي التجريبي لمخدر ترفيهي في مواقف اجتماعية معينة، ويصبح الأمر أكثر اعتيادًا لدى بعض الأشخاص مع التكرار، بعض الأشخاص يبدؤون إدمان المخدرات عندما يتناولون الأدوية المتاحة فقط بوصفة طبية أويأخذونها من أشخاص آخرين يُصرف لهم الدواء بوصفة طبية.
تشمل أعراض إدمان المخدرات وسلوكياته ما يلي:
1- الشعور بضرورة تعاطي المخدر بشكل منتظم، مع الحاجة إلى تعاطي مزيد من المخدر للحصول على التأثير نفسه مع مرور الوقت.
2- الاستمرار في تعاطي المخدر، برغم معرفة المدمن بالمشاكل التي تسببها في حياته أوالأضرار الجسدية أو النفسية التي تصيبه، وهذا يسبب القيام بأشياء لا يفعلها الشخص في الأحوال الطبيعية، مثل السرقة، ليحصل على المخدرات.
3- كما أن قيادة السيارة تحت تأثير المخدرات تؤدي إلى حوادث كارثية، وهذه الحالات نواجهها في قسم الطوارىء.
4- الشعور بأعراض الانسحاب عند محاولة التوقف عن تعاطي المخدرات وهذه الحالات تراجع قسم الطوارىء أحيانًا» للحصول على جرعات تساعدهم في التخفيف من أعراض الانسحاب.
التعرف على علامات تعاطي المخدرات أو السُّكر/ الثمل بالمخدرات:
تختلف علامات وأعراض تعاطي المخدرات أو السُّكر/ الثمل بالمخدرات، بناءً على نوع الدواء، وفيما يلي أمثلة عديدة على الأدوية المخدرة:
الماريجوانا والحشيش ويتم تعاطي القنب عن طريق التدخين أو الأكل أو استنشاق النوع القابل للتبخر من هذا العقار، وأعراضه تشمل الشعور بالانتشاء وزيادة قوة الشعور بما تدركه حواس البصر والسمع والذوق، ارتفاع ضغط الدم وتسارع القلب، إحمرار العين، جفاف الفم، صعوبة التركيز أوالتذكر، بطء الاستجابة، القلق أوالتفكير المنطوي على جنون العظمة.
أدوية الباربتيورات والبنزوديازيبينات والمنومات: وهي أدوية مُثبطة للجهاز العصبي المركزي تُصرف بوصفة طبية، وكثيرًا ما تُستخدم -أو يُساء استخدامها- سعيًا للاسترخاء وتلبية لرغبة ملحّة في»التوقف عن التفكير» أونسيان الأفكار أوالمشاعر المُسببة للتوتر، ويمكن أن تشمل المؤشرات والأعراض التي تظهر بعد وقت قصير من الاستخدام، النعاس، التلعثم، ضعف التوازن، سهولة الاستثارة أو التغيّرات المزاجية، مشكلات في التركيز أوالتفكير بوضوح، ومشكلات في الذاكرة، السقوط أو التعرّض للحوادث، الدوخة.
الكوكايين والمحفزات الأخرى: وتشمل المنبهات الأمفيتامينات والميثامفيتامين والكوكايين وميثيل فنيدات (Ritalin و Concerta وغيرهما)، وغالبًا ما تُستخدَم، بل ويُساء استخدامها، للوصول إلى «الشعور بالانتشاء» أو من أجل زيادة مستوى الطاقة أو تحسين الأداء في العمل أو الدراسة أو إنقاص الوزن أو التحكم في الشهية، وتتضمن مؤشرات وأعراض الاستخدام الحديث الشعور بالإثارة والبهجة والثقة المفرطة، زيادة اليقظة, زيادة مستوى الطاقة والاضطراب، التغيرات السلوكية أوالعدوانية، الكلام السريع أوغير المترابط، اتساع حدقة العين وظهور دوائر سوداء في منتصف العين، التشوش والتوهم والهلوسة، سهولة الاستثارة أو القلق أو البارانويا، حدوث تغيرات في سرعة القلب وضغط الدم ودرجة حرارة الجسم، الشعور بالاكتئاب عند زوال مفعول العقار، الرُّعاش.
المسكنات الأفيونية: وهي عقاقير مخدّرة أومسكّنات تُحضّر من الأفيون أو تُخلّق اصطناعيًّا، وتشمل هذه الفئة من العقاقير وما شابهها الهيروين والمورفين والكودين والميثادون والفنتانيل والأوكسيكودون. لقد وصل إدمان المسكنات أفيونية المفعول التي تُصرف بوصفة طبية، أو ما يُعرَف في بعض الأحيان باسم «وباء إدمان الأفيون»، إلى معدل ينذر بالخطر في أنحاء العالم.
قد يحتاج بعض الأشخاص الذين كانوا يتعاطون العقاقير أفيونية المفعول على مدى فترة طويلة من الزمن إلى عقاقير بديلة مؤقتة أو طويلة الأمد يصفها الطبيب أثناء العلاج.
يمكن أن تشمل مؤشرات وأعراض تعاطي العقاقير المخدّرة والاعتماد عليها شعور «بالانتشاء» وتراجع الإحساس بالألم، الهياج أو النعاس أو الخدر، التلعثم، مشاكل في الانتباه والذاكرة، ضيق حدقتَي العين بشكل أكبر من المعتاد، قلة الوعي أو الاهتمام بالأشخاص المحيطين والبيئة المحيطة، الاكتئاب، آثار الإبر (في حال الحقن بالعقاقير).
متى تطلب مساعدة طارئة؟
اطلب المساعدة الطارئة إذا تعاطيت أنت أو شخص تعرفه مخدرًا ما وحدث أيٌّ مما يلي: احتمالية تعاطي جرعة زائدة من المخدر، ظهور تغيرات في الوعي، صعوبة في التنفس، حدوث تشنجات أونوبات، ظهور علامات أزمة قلبية محتملة مثل ألم أوضغط في الصدر.
إدمان المخدرات والتغييرات في الدماغ:
يبدو أن الإدمان يحدث عندما يغير الاستخدام المتكرر لأحد المخدرات الطريقة التي يشعر بها دماغك بالبهجة، ويتسبب إدمان المخدرات في حدوث تغييرات فيزيائية في بعض الخلايا العصبية (العصبونات) في الدماغ.
تستخدم العصبونات موادَ كيميائية تسمى الناقلات العصبية للتواصل، ويمكن أن تظل هذه التغييرات لفترة طويلة بعد التوقف عن استخدام العقار.
عوامل الخطر:
يمكن للأشخاص من أي عمر أوجنس أو حالة اقتصادية أن يدمنوا أحد العقاقير، ويمكن لبعض العوامل التأثير في احتمال التعرض للإدمان وسرعته: وجود تاريخ عائلي من الإدمان.
يكثر إدمان المخدرات في بعض العائلات.
اضطرابات الصحة العقلية. الاكتئاب أو اضطراب نقص الانتباه.
ضغط الأقران:
ضغط الأقران أحد العوامل الرئيسية لبدء تعاطي المخدرات وإدمانها، وبخاصة بين اليافعين.
قلة المشاركة العائلية:
قد يؤدي التعرض لمواقف العائلية صعبة أوضعف روابط الألفة مع الوالدين والأشقاء وكذلك قلة الإشراف الأبوي إلى زيادة احتمالات الإدمان.
التعاطي المبكر:
يمكن أن يُسبب تعاطي المخدرات في سن مبكرة تغيرات في المخ ويزيد احتمال تطور ذلك إلى إدمان للمخدرات، كما أن تناول عقار مسبب للإدمان الشديد، مثل: المنبهات أو الكوكايين أو مسكنات الألم الأفيونية المفعول تسبب إدمانًا سريعًا، ويمكن أيضًا أن يزيد التدخين وحقن العقاقير المخدرة من القابلية للإدمان، مخدرات مصنعة مثل: الشبوة أو الكريستال المخدرة تسبب الإدمان الشديد.
مضاعفات هامة مُغيرة للحياة:
يمكن أن يؤدي الاعتماد على عقاقير معينة إلى حدوث عدد من المضاعفات الخطيرة والضارة، ومنها: الإصابة بمرض معدٍ مثل فيروس نقص المناعة البشري، عن طريق استخدام إبر حقن استخدمها آخرون.
التعرض للحوادث:
كثيرًا ما يقود مدمنو المخدرات السيارات أو يمارسون أنشطة أخرى خطرة وهم تحت تأثير العقار المخدر.
الانتحار:
ترتفع نسب الانتحار بين مدمني المخدرات مقارنة بغيرهم من غير المدمنين.
المشكلات العائلية:
يمكن أن تُسبب التغيرات السلوكية حدوث مشكلات زوجية أو عائلية ومشكلات تتعلق بالوصاية على الأطفال.
مشكلات العمل:
من الممكن أن يُسبب تعاطي المخدرات وإدمانها انخفاض أداء الشخص المدمن في العمل وتغيبه عنه وفقدانه للوظيفة في النهاية.
مشكلات الدراسة:
يمكن أن يؤثر تعاطي المخدرات سلبًا على الأداء الدراسي وعلى الدافع للتفوق في المدرسة.
المشكلات القانونية المختلفة مثل السرقة للإنفاق على إدمانه للمخدرات، أو القيادة تحت تأثير المخدرات المشكلات المالية.
يستهلك إنفاق المال على تعاطي المخدرات كثيرًا من المال المخصص للاحتياجات الأخرى، ما قد يؤدى إلى تراكم الديون ويمكن أن يؤدي إلى تصرفات غير قانونية أو غير أخلاقية.
الوقاية:
الطريقة الأفضل للوقاية من إدمان عقار ما هي الإقلاع عنه تمامًا.
فإذا وصف الطبيب عقارًا يُحتمل أن يكون مؤديًا إلى الإدمان، فلا بد من أخذه بحِرص واتباع الإرشادات بعناية.
من المفترض أن يصف الطبيب هذا النوع من الأدوية بجرعات ومقادير آمنة، ومتابعة استخدامها تجنبًا لتناول جرعات زائدة أو إطالة العلاج لمدة أطول مما ينبغي.
وفي حال شعرت بحاجة إلى زيادة جرعة الدواء إلى قدر أعلى من الموصوف، لابد من استشارة الطبيب أولاً.
وقاية الأطفال والمراهقين من تعاطي المخدرات: يجب اتباع الخطوات التالية للمساعدة في منع إساءة استخدام الأبناء والمراهقين للأدوية: التواصل.
تحدث إلى الأبناء عن مخاطر استخدام الأدوية وإساءة استخدامها.
الإنصات:
كن مستمعًا جيدًا عندما يتحدث أبناؤك عن ضغط الأقران وكن داعمًا لجهودهم لمقاومة هذا الضغط.
كن قدوة حسنة:
امتنع عن استخدام المشروبات الكحولية والأدوية المسببة للإدمان. وكن قدوة لابنائك تعزيز الترابط بين الوالدين والأبناء.
اعمل على تقوية علاقتك بأبنائك، فالترابط القوي بينك وبينهم يقلل من مخاطر إساءة استخدامهم للأدوية وتعرّضهم للإدمان.
وختامًا، أضرار المخدرات كثيرة، ويعتقد البعض أن طريق الإدمان لانهاية له، لكن قد يساعد البدء في العلاج مساعدة الأسرة على التخلص من مرض الإدمان.
انقذ نفسك وأسرتك والمجتمع كله، ولا تحاول خوض تجربة المخدرات، ولا تتأخر أيضًا في مساعدة نفسك ومساعدة من حولك على العلاج من الإدمان.