علي الصحن
دعك من حكاية التوثيق ومن المماحكات ومن سوالف المجالس ونقاشات البرامج، دعك من تحديات المتنافسين وتصريحات المسؤولين، دعك ممن يحاول أن يحرك التاريخ باتجاه رغباته، ومن يكتب الأبطال وفق عواطفه، ويقلل من الآخرين تبعاً لأهوائه، دعك من هذا كله، وانظر إلى البعيد وناقش نفسك بهدوء: من ينافس الهلال؟
في النهاية المسألة أرقام، وعندما تتحدث عن الهلال فإنك تتحدث عن فريق حقق خلال (66) سنة (66) بطولة رسمية موثقة بالصوت والصورة والتفاصيل، (66) بطولة كبرى وبفوارق كبيرة عن أقرب منافسيه.
وفي البداية فإن ما يحققه الهلال ليس وليد صدفة كما يعتقدون ولا مرده حظا كما يرددون ولا صافرة كما يشيعون، لكنه العمل الاحترافي المتقن الممتد منذ السادس عشر من أكتوبر 1957 حتى اليوم، وهو عمل أثمر عن فريق مختلف لا تكفيه بطولة، ولا يضع نهاية لطموحه لقب، ولا يعفي إنجاز إدارته من غضب مدرج يرى أن فريقه يجب أن يحقق كل شيء.
من ينافس الهلال؟ سؤال يتكرر، ففي كل موسم يأتي منافس جديد ويتواجد الهلال، في كل موسم تبارزه الظروف وينتصر الهلال، في كل موسم يتوقعون غيابه ثم يبزغ الهلال، في كل موسم يظنون أنهم يقتربون منه، ثم لا يضن على جماهيره بلقب على الأقل وبه يبتعد الهلال!! و (يبقى المجد ما بقي الهلال)..
دونكم هذا الموسم الذي واجه الهلال فيه كل شيء..
قرار المنع من التسجيل
رفض التدابير الوقتية
إصابات وإيقاف لاعبيه
ضغط مبارياته
أخطاء إدارية
أخطاء تحكيمية ...
ومع ذلك لم يتوقف الهلال عن وضع جوهرة جديدة في تاجه المرصع بكل در ونادر وثمين.
المدرج الهلالي يُطالب باستمرار العمل المختلف في ناديه، وأن يخطو مسيروه خطوات جديدة نحو صناعة هلال مختلف وبطريقة متفردة، وأن يكسر حاجز السبعين عاجلاً حتى تكون أجمل هدية لتاريخه العظيم عندما يبلغ السبعين.
الهلالي؛ وهو ينعم بفريق يحقق البطولات الواحدة تلو الأخرى، ويرى في هذا العالم من تكفيه بطولة كل ثلاثة أو أربعة مواسم ويظل يتغنى بصانعيها والمساهمين في تحقيقها، يدرك أن فريقه مختلف عن غيره ومتفرد بتاريخه، ويطلب أن يتواصل هذا الاختلاف وأن يعزز التفرد، وأن يبقى البطل وحيداً كما هو في القمة التي يقف عليها بكل ثقة واقتدار.
من ينافس الهلال..
في الملعب يتغير المنافسون، وبالأرقام لا أحد، هذه هي الحقيقة التي يؤكدها الرقم (66) وستظل كذلك سنين وسنين.
***
-انتهى الموسم، ومن لم يبدأ العمل والتحضير للموسم الجديد من الآن فسوف يجد صعوبة في المنافسة، خاصة وأننا أمام دوري مختلف، بعدد متنافسين ومباريات أكثر من السابق، ومشاركات مختلفة، تتطلب نوعية مميزة من اللاعبين، وفي تجارب الماضي عبرة.
-من الأجدى عدم مجاملة الأب بمنح الفرصة لابنه في تدريب أي من فرق النادي، الفرص التي أخذها تؤكد أنه لا يمكن أن يحقق أي شيء أو إضافة.
-الإعارة وإنهاء العقد يجب أن تنظر لمستوى اللاعب ومدى قدرته على خدمة الفريق فقط، وأن تتجنب الحكم من خلال تاريخ اللاعب، أو شعبيته أو علاقته بمسؤول أو مدرب في النادي.
-لاعب عالمي أو مدرب عالمي... لا يمكن أن يكون قادراً لوحده على تحقيق البطولات، البطولات تحتاج إلى عمل تكاملي حتى يمكن تطويعها.
-رغم كل الظروف؛ كان بالإمكان – مع بعض التدابير الفنية والإدارية – أفضل مما كان.