فَأَحي ذِكرَك بِالإِحسانِ تُزرعُهُ
يَجمع بِه لكَ في الدُنيا حَياتانِ
رحم الله معالي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الزراعة والمياه الأسبق، الذي انتقل إلى رحمة الله يوم الأحد 8-11-1411هـ، وتمت الصلاة عليه بعد صلاة عصر يوم الاثنين 9-11-1444هـ، بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض ووُورِيَ جثمانه الطاهر بمقبرة العود - رحمه الله - وذلك بعد حياة حافلة بالإنجازات والأعمال المشرِّفة، حيث كانت ولادته في مدينة الطائف عام 1361هـ في بيت علم وأدب وفضل، وقد تلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط في مكة المكرمة، وبعد ذلك انتقل إلى الرياض وأكمل المرحلة الثانوية فيها، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ملتحقاً بجامعة تكساس للتقنية حيث نال شهادة البكالوريوس منها في عام 1965م، ثم واصل دراسته العليا حيث حصل على الماجستير في الاقتصاد الزراعي من جامعة ولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية في عام 1967م، بعدها حصل على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد الزراعي من جامعة إدنبرة من بريطانيا عام 1970م، وعاد إلى الوطن وقد تسلح بسلاح العلم والمعرفة، وتسنَّم عدة مناصب، حيث عين عضواً في هيئة التدريس بكلية الزراعة بجامعة الملك سعود، ثم عميداً لها وأميناً عاماً للمجلس الأعلى للجامعات فوكيلاً لجامعة الملك فيصل بالمنطقة الشرقية، إلى أن صدر الأمر السامي بتعيينه وزيراً للزراعة والمياه عام 1395هـ، واستمر إلى عام 1415هـ، حيث كانت له بصمات في النهضة الزراعية وتحلية المياه والإنتاج الغذائي والحيواني بالمملكة، وقام بعمله على أكمل وجه في ظل توجيهات قادة هذه البلاد، وبعد ذلك تفرَّغ لأعماله الخاصة ولاستقبال أسرته وأصحابه ومعارفه في منزله الرحب وصدره أرحب، حيث كان يدعونا، وكان منزله بمثابة الصالون الأدبي لما يتخلله من أحاديث أدبية وتاريخية وعلمية.
كما لا ننسى والده معالي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن حسن آل الشيخ، الذي سبق أن عُيِّن وزيراً للمعارف، مع احتفاظه بالإمامة والخطابة في المسجد الحرام، وكان - رحمه الله - أثناء عمله يقوم بجولات مفاجئة على كثير من المدارس رغم وعورة الطرق ومشاق السفر - آنَذَاك - للتأكد من سير التعليم على الوجه المطلوب، وأذكر جيداً أنه قد زارنا بمعهد المعلمين بحريملاء هو وصاحبيه معالي الشيخ عبدالله العلي النعيم مدير تعليم الرياض والأستاذ الفاضل الراحل عبدالله بن عبدالعزيز القاسم - رحمه الله - وذلك عام81/1382هـ، وكنت مديراً للمعهد، كما سعدنا مرة أخرى بزيارته لوالدنا الشيخ العالم الجليل المعروف لديهم عبدالرحمن بن محمد الخريف هو وعمه فضيلة الشيخ عمر بن حسن آل الشيخ وفاءً وتقديراً منهم لوالدنا رحمهم الله جميعاً..، وهذه من الذكريات الجميلة التي لا تنسى ولا يمحوها من خاطري مرور الزمن وتقادم العهد.
ومن الذكريات الجميلة التي لا تنسى زيارتنا لوالده سماحة الشيخ عبدالله بن حسن «إمام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة» أنا وزميلي الأخ الفاضل عبدالله بن الشيخ ابراهيم بن سليمان الراشد في منزله الملاصق للمسجد الحرام بمحلة (الداودية) آنذاك في الناحية الغربية منذ عقود من الزمن..، فأهدانا مجموعة من الكتب المفيدة - رحم الله الجميع رحمة واسعة - قبل التحاقنا بالمدارس النظامية؛ فكلها ذكريات خالدة مدى عمري.
فأسرة آل الشيخ أسرة علم وفضل وأدب، ولنا مع الراحل معالي الدكتور عبدالرحمن بعض اللقاءات والذكريات الجميلة وتبادل الإهداءات من الكتب الأدبية والشعرية.
رحم الله الفقيد وألهم أسرته وأسرة آل الشيخ ومحبيه الصبر والسلوان.
فمن غرست يداه ثمار جودٍ
ففي ظل الثناء له مَقِيلُ
** **
- عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف