انتقلت إلى رحمة الله تعالى وهي بالثمانين من عمرها بمدينة الرياض وهي حرم الشيخ صالح عبدالعزيز المنصور ووالدة الأستاذ/منصورالمنصور (الموظف بالخطوط السعودية سابقاً)، فوالدتنا شيخة الباني أعرفها منذ أن كنت صغيراً لأكثر من أربعين عاماً حيث كانوا جيراناً لنا. ونعم الجيرة والجار، وارتحلوا من الحارة مع كثير من الأسر إلى الأحياء الجديدة بالرياض، حيث بقي التواصل بهذه الأسرة الكريمة إلى يومنا هذا، فرحيل الأم شيخة الباني ترك أثراً كبيراً في نفوس كل من عرفها من قريب أو بعيد وهي التي عرفت بالتقوى والصلاح والعبادة والحكمة والبصيرة وسداد الرأي وصلة الرحم، والسؤال عن كل من تعرفه وتفقد أحوال من تعرفه ومن لا تعرفه وهي صاحبة أعمال بر لكثير من الأسر التي لا نعلم الكثير عنها وعرفت أنها ملازمة بيتها لا تخرج إلا لصلة الرحم وأقاربها، وهي التي حباها الله بخاصية أعمال البر غير المنقطعة حيث تقوم باستقبال كثير من نساء الأسر المحتاجة والذين يفدون إلى منزلها وتقوم بالسؤال عن أحوالهم وأوضاعهم المعيشية والأسرية وهي بذلك تمد يد الخير من عطاياها لتلك الأسر المحتاجة ومن ثم تقوم بالسؤال وتفقد أحوالهم والسؤال عنهم، فبرحيل أم منصور((غفر الله لها)) فقدها كثير من الأسر والمحتاجين، وكذلك الكثير من عرفها من الأقارب وغيرهم لما حباها بطيبة القلب وصدق السريرة ومحبة الآخرين ودعائها لمن تعرفه ومن لا تعرفه، فبرحيلها تركت أثراً طيباً في هذه الدنيا الفانية، ونقول غفر الله لها وكل عمل قامت به من أعمال بر جعله الله في ميزان حسناتها {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
** **
- ناصر بن إبراهيم الهزاع