سلطان مصلح مسلط الحارثي
عاد فريق الاتحاد العريق، عاد لجادة البطولات، عاد وحقق اللقب الثامن على مستوى الدوري السعودي الممتاز، عاد بعد سنوات طويلة، غاب فيها عن لقب الدوري، وظل يبحث عن طريقه، الذي كاد أن يضيعه، وكاد أن يهبط لدوري الدرجة الأولى قبل أربع سنوات فقط، ولكن جماهيره الكبيرة، ظلت خلفه، تدعمه وتسانده، وتقف معه في الضراء قبل السراء، وصبروا على فريقهم، حتى عاد اليوم بطلاً للدوري السعودي، بعمل إداري وفني يحسب لكافة القائمين على كبير جدة.
مبروك للاتحاد وجماهيره ومحبيه وكافة منسوبيه، فعودة فريق مثل عميد الأندية السعودية، تسعد جميع الرياضيين باختلاف ميولهم، ومبروك لرئيسه الإداري الناجح أنمار الحائلي وإدارته، ومبروك للمدرب الأعظم في دورينا، مدرب فريق الاتحاد نونو سانتو، هذا المدرب القدير، الذي استطاع أن يقود فريقه ليحقق لقب الدوري، بحسب إمكانياته، ولم يلتفت للنقص، أو يتعذر بندرة النجوم، أو يتأثر بالإيقاف عن التسجيل لفترة.
وعلى ذكر الإيقاف عن التسجيل، فهذا الاتحاد لم يتأثر من إيقافه لفترة تسجيل، وحقق لقب السوبر، وأتبعه بلقب الدوري، وكلا اللقبين كانا على حساب فريق النصر الذي كان سبباً في إيقاف الاتحاد، كما كان سبباً في إيقاف نادي الهلال فترتي تسجيل، وبالرغم من ذلك، حقق الهلال لقب كأس الملك، ووصل لنهائي كأس العالم، وحقق الوصافة والميدالية الفضية، كما وصل للنهائي القاري، وفي المقابل خرج الفريق الشاكي بموسم صفري على مستوى البطولات، رغم أن كل شيء كان متاحاً له، وهذا دليل صريح على أن تحقيق البطولات يكمن في «الملعب» ولن يحققه فريق يبحث عن بطولاته من «المكاتب»، أو رفع «الشكاوى» على الأندية والمؤسسات الصحفية والمغردين والإعلاميين، ولن يحققه نجم كبير مهما كان اسمه، بل يحققه العمل الاحترافي، والعمل الجماعي، ويحققه العمل الإداري المتقن، الذي يهتم بالأمورالفنية «داخل الملعب»، «وتحققه النوايا الصادقة والصافية» وهذا ماعمل عليه فريق الاتحاد ولاعبوه وإدارته، حتى وصل اليوم للإنجاز الكبير، وهو تحقيق لقب الدوري السعودي بعد غياب استمر 14 سنة، ومع هذا الإنجاز، استحق العميد، اللعب في كأس العالم للأندية في نسخته القادمة، والتي ستقام في المملكة، فكل التوفيق لممثلنا في المحفل العالمي، وتشريف الوطن، في هذا المحفل الضخم.
حمدالله ماذا اختلف؟
التغير الذي طرأ على شخصية اللاعب المغربي النجم الفذ والهداف الكبير عبدالرزاق حمدالله، يستحق التوقف والتمعن والتفكير في كيفية ذلك التحول، وطرح السؤال التالي: ماذا حدث وماذا تغير على حمدالله حتى ينتقل من مرحلة «الاستفزاز، والعصبية، ورؤية نفسه أكبر من الكيان» حتى وصل اليوم ليكون شخصاً مختلفاً تماماً «هادئ، متزن، عاقل، يرى نفسه من ضمن المجموعة وليس فوقهم»، فماذا تغير ليحدث ذلك الاختلاف الذي بالنسبة لي أعتبره اختلافاً جذرياً؟
لا أعلم الجواب، ولكن أياً كان السبب، يجب أن نشكر النجم المغربي عبدالرزاق حمدالله على تغيره، ونظرته الإيجابية، ومساعدة فريقه على تحقيق ذهب الدوري، ومن أمام من, من أمام فريقه السابق الذي ألغى عقده، لتحدث بعد ذلك مشاكل وشكاوى لا زالت قائمة في الفيفا ومحكمة كأس، وبالرغم من ذلك، لم يتأثر عطاء حمدالله داخل الملعب، بل زاد توهجاً، وواصل مسيرته، واليوم يتصدر قائمة الهدافين، ليؤكد على أنه بالفعل لاعب محترف بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معنى.
تحت السطر:
_ جمهور الاتحاد، الذي وقف خلف فريقه طوال السنوات الماضية، كان من أهم العوامل الرئيسية في عودة فريقهم، واليوم يستحق الفرح بلقب الدوري، فقد كان حضوره وتحديداً هذا الموسم لافتاً بشكل كبير، وكان لحضوره تأثير مباشر على اللاعبين في تحقيق اللقب، وعودة العميد لتحقيق البطولات الكبرى.
_ عودة فريق الاتحاد لتحقيق الدوري السعودي، مهمة جداً للكرة السعودية، وللأمانة، لا يستحق هذا اللقب إلا فريقا الهلال والاتحاد، الذي دائماً مايشرفنا مع الهلال في المحافل الخارجية.
_ انتهى الموسم الرياضي الكروي السعودي، والذي أعتبره من أسوأ المواسم الكروية المحلية، سواء على مستوى أداء اتحاد الكرة ولجانه، أو على مستوى ماحدث فيه من تجاوزات إعلامية وإساءات تجاوزت كل الحدود.
_ النجم الاتحادي البرازيلي رومارينهو، يعتبر من أفضل اللاعبين الأجانب الذين مروا في تاريخ الكرة السعودية، وتحديداً في تاريخ فريق الاتحاد، فقد كان له دور كبير ومؤثر وبارز منذ قدومه للاتحاد، واليوم يكمل نجوميته بتحقيق لقب الدوري السعودي، وهو يستحق ذلك، ويستحق محبة جماهير الاتحاد.