منال الحصيني
«من أنا» سؤال من المؤكد أنك قمت بطرحه على نفسك في مرحلة من مراحل العمر.
أنت هو تلك الذات التي شكلت هويتك الذاتية وبنت هيكلاً من العقائد والأفكار تخصك أنت، نعم أنت ولا أحد سواك.
وأظن أنك على درجة كبيرة من الوعي في التفريق بين مفهوم الذات وتقديرها، فالأول مفهوم معرفي وصفي والآخر مفهوم تقديري خاضع للآراء.
هنا وبعد كل هذا الشرح المبسط لغير الملمين بما ذكرت، هل سبق وأن استنطقت ذاتك بتقييمها بعيداً عن عرض مهاراتك، فالحياة ليست كلها مهارات.
حينما تضع نفسك تحت المجهر ستعرف جيداً مكامن القوة والضعف لديك، ستفهم ما يُثيرك وما تُثير الآخرين به.
الأمر ليس بالسهل حينما ستمر بمراحل من الثبات يتبعها تذبذب إلى أن يستقر بك الحال فيلتقي الماء على أمر قد قدر، لكنه بعد أن تخوض معركة روحية أكسبتك مهارة نفسية فيها من المرونة ما تجعلك قادراً على «استنطاق الآخرين» ستكون واعياً أنك لم تُكلف بالنتائج وأن عليك بالوسيلة فكلما أحسنت القيام بها لم تكن تهمك النتيجة ففي نهاية المطاف هي «قبول» من الآخرين وفيها إشكالية بين البشر.
ثِقْ بأنك تبدو منشغلاً بالوسيلة هل هي صحيحة أم لا؟ فأنت على مستوى عالٍ من النضج الروحي.
ولكن سيواجهك شيء من الضبابية ستدركه مع مرور الوقت والتجارب.
اعلم يا سيدي أن البشر مهما بلغوا من النضج والعلم ورجاحة العقل لابد وأن يكون هناك دهليز غاية في السرية ستسلكه وبكل ترحيب ما دمت فطِناً.
أوليس بعض البشر (يستقبل) ففي تلك الحالة المزاجية ستكون قادراً على استنطاق ذاته وسيكون متأهباً لسماع ما تريد حينها ستأخذ ما تريده حسب ما أراده برضى تام فأنت قد جئت في الوقت المناسب.
كذلك أوليس بعض البشر (يُرسل) هو النوع الأصعب فتلك الحالة النفسية المزاجية التي يمر بها ستكون هجومية نوعاً ما، لكنك الجانب الأقوى حيث ستغلف مبتغاك منه بغلاف التأييد إلى أن تستنطقه وبكل سرور منه.
أحياناً ستقابل من (يستقبل ويرسل) هنا لابد أن تطلب المصلحة العامة كما فعلها يوسف عليه السلام اجعلني على خزائن الأرض إني لحفيظ عليم.
قصة يوسف خارطة الطريق التي ستقودك لفهم ذاتك مروراً بفهم ذوات الآخرين، ستنير بصيرتك لفهمهم، قصة بدئت بحلم وانتهت بعزيز مصر.