علي الصحن
أسهل تعريف للخصخصة؛ أنها تحويل بعض ملكية مؤسسات الدولة العامة إلى مشاريع استثمارية من قبل القطاع الخاص، وهي أيضاً (نقل النشاط أو تحويله من القطاع الحكومي العام إلى القطاع الخاص وذلك عن طريق بيع الأصول المملوكة للدولة - كلها أو نسبة معينة منها - للقطاع الخاص وفق سياسات وإجراءات معينة).
وقد شملت الخصخصة قبل أيام القطاع الرياضي، في حدث تاريخي للرياضة السعودية، ينتظر أن يسهم وبشكل فاعل وكبير في تطويرها ورفع مستوى التنافس فيها وجودة الخدمة المقدمة من خلالها، وزيادة إيراداتها وضبط مصروفاتها.
وخصخصة الرياضة مجالها واسع، ولأن بدأت بعدد من الأندية، فمن المؤكد أن التجربة سوف تتسع والأندية تزيد، وربما تشمل أيضاً المدن الرياضية والملاعب المختلفة والمراكز والمعاهد ذات الصلة، فتتحول من ملكية الدولة (وزارة الرياضة) إلى شركات خاصة تستثمر من خلالها، وتتولى تمويلها وإدارتها ورسم خططها والسعي لتحقيق أهدافها بالشقين التنافسي والمالي.
رياح الخصخصة التي هبت على الرياضة السعودية، ينتظر أن تتبعها سحب النجاح ورفع القيمة الفنية والتنافسية للمنافسات السعودية، وملامح ذلك بدأت مع الإعلان عن إطلاق المشروع، وينتظر أن تكتمل الصورة عند تشكيل إدارة الأندية المعنية، والبدء في رسم خططها وسياساتها وخارطة العمل لديها، والجميع يترقب بشغف نتائج هذا المشروع الكبير، الذي يقوم المشروع على ثلاثة أهداف استراتيجية:
1. إيجاد فرص نوعية وبيئة جاذبة للاستثمار في القطاع الرياضي لتحقيق اقتصادٍ رياضي مستدام.
2. رفع مستوى الاحترافية والحوكمة الإدارية والمالية في الأندية الرياضية.
3. رفع مستوى الأندية وتطوير بنيتها التحتية لتقديم أفضل الخدمات للجماهير الرياضية، مما ينعكس بشكل إيجابي على تحسين تجربة الجمهور.
وبين هذه الأهداف الاستراتيجية هناك عشرات الأهداف الفرعية التي ينتظر أن يحققها المشروع، ويعمل القائمون عليه من أجلها، مثل صناعة منتخبات منافسة على مستوى البطولات الكبرى، الحفاظ على الأندية وضمان أعلى الأرباح وأقل الخسائر (أعلى إيراد وأدنى مصروف)، خلق مئات الوظائف المستمرة والمؤقتة، الدائمة والموسمية للباحثين عن العمل وزيادة الدخل، والأهم ايضاً أن (العمل في الأندية يحتاج التوجه إلى ترك عقلية الفرد إلى عقلية المؤسسة، وهي «العقلية التي تفكر وتخطط وتنفذ وتقود بطريقة منهجية منظمة» ووفق استراتيجيات واضحة وسهلة الاستيعاب والتنفيذ، تضمن تحقيق الأهداف في الوقت المناسب، ما يحقق حالة من التكامل والاستقرار والموضوعية والاستمرارية في العمل، ووفق خطى ثابتة وواضحة، تستفيد من جميع العناصر البشرية والإمكانات المالية المتاحة، مع الاستفادة من تجارب السابقين وطرقهم في تجاوز العقبات) ومن نافلة القول إن الخصخصة سوف تحقق ذلك للأندية، وسوف تؤمن لها ديمومة العمل، والخروج من ربقة (العمل الفردي أو المركزي الذي كان متبعاً لوقت طويل في الأندية، قد يحقق نتائج جيدة في وقت قصير، لكن أثره لا يدوم، وتعود الأندية للمربع الأول مع قدوم إدارة جديدة، تبدأ من نقطة الصفر في معظم الأحيان).
مرحلة جديدة، ضمن رؤية طموحة، ودعم منقطع النظير من قيادة حكيمة، نترقبه بشغف، ونتأمل أن يحقق كل الأهداف بإذن الله.