سلطان مصلح مسلط الحارثي
لا يشك أحد من المهتمين بمتابعة الدوري السعودي في حجم التغيرات التي طرأت على كرة القدم السعودية، وتحديداً على مستوى منافساتنا الداخلية، والفرق الكروية التي تلعب في الدوري الممتاز، تلك التغيرات التي بدأت من موسم 2018، واتضحت معالمها في المواسم التي تلت ذلك الموسم، سواء على مستوى ارتفاع رتم الدوري السعودي، أو ارتفاع مستوى اللاعب المحلي، ووصل تأثيرها في الإنجازات التي تحققت سواء للمنتخبات السعودية، أو حتى الفرق ممثلة في فريق الهلال الذي حقق لقب دوري أبطال آسيا مرتين 2019 و 2021، ووصل نهائيات كأس العالم ثلاث مرات، وحقق الوصاقة العالمية في كأس العالم للأندية نسخة 2022، وعلى مستوى المنتخب الأول، استطعنا التأهل لكأس العالم 2022 في قطر قبل نهاية التصفيات الآسيوية بجولتين رغم قوة مجموعة المنتخب السعودي بوجود اليابان وأستراليا والصين وعمان، وحققنا أفضل نتيجة في كأس العالم في قطر، وذلك بعد انتصارنا على بطل كأس العالم لاحقاً منتخب الأرجنتين بنتيجة 2/ 1.
وفي الدوري السعودي، كان هنالك تقارب في مستويات الفرق، رغم أفضلية بعضها بوجود نجوم كبار، مثل فريق النصر الذي يضم النجم العالمي كريستيانو رونالدو، والنجم البرازيلي تاليسكا، والنجم الأرجنتيني مارتينيز، وغيرهم من النجوم، وبالرغم من ذلك، لم يستطع النصرتحقيق أي منجز خلال هذا الموسم، وهذا يدل على ارتفاع مستويات الفرق السعودية، وتطورها على مستوى اختيار اللاعبين الأجانب في جانب الجودة، مما أثر في اللاعب المحلي وارتفع مستواه.
هذا ما حدث بالأمس، ولكن ما سيحدث غداً، أمر كبير، وسينقل كرة القدم السعودية، ومنافساتنا الداخلية، لمستويات لم تخطر على بال أحد، فقد بدأت «خصخصة الأندية» التي أعلن عنها سمو ولي العهد يوم الاثنين الماضي، لتبدأ انطلاقة كرة القدم السعودية نحو فضاء العالم باستراتيجية واضحة المعالم، الهدف فيها واضح، حيث الارتقاء برياضة الوطن، وحضورها بالشكل المرضي.
هذا على جانب الخصخصة، أما الجانب الآخر، فوجود نجوم العالم في الدوري السعودي، سيكون من شأنه رفع مستوى وقيمة الدوري، ورفع أسهم كرة القدم السعودية، وهذه مرحلة ستكون مختلفة عن كل المراحل، يدعمها بكل قوة، قائد رؤيتنا الملهم سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي يقود المملكة على كافة الصعد لمراحل نوعية، ومن ضمن أهم الملفات الملف الرياضي، الذي يدعمه شخصياً سمو ولي العهد، ويبذل قصارى جهده لرؤية كرة قدم حقيقية على أرض الميدان، يستفيد منها الوطن ورياضة الوطن، ويستفيد منها اللاعب السعودي الذي سيكون تحت أنظار العالم، فالنقلة الرياضية الجديدة تحتاج لاعبين محليين على أعلى مستوى، ولن يكون هناك مكان لأي لاعب لا يملك الموهبة، أو لاعب يتكاسل، أو لاعب لا يؤدي داخل المستطيل الأخضر، كما أن هذه المرحلة النوعية تحتاج لإدارات «محترفة» بمعنى هذه الكلمة، سواء في اتحاد الكرة أو رابطة المحترفين أو الأندية، ولا يمكن قبول الأخطاء البدائية أو المتخبطة من أي لجنة كانت، وعلى جميع المسؤولين استيعاب مرحلتنا القادمة، والتماشي معها بشكل احترافي.
تحت السطر:
- كانت الخصخصة مثل «الحلم» الذي نسمع عنه ولا نراه، ولكن في عهد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لا غرابة في أن تكون الأحلام حقيقة مشاهدة على أرض الواقع، فما تحقق في المجالين السياسي والاقتصادي كان مبهرا للعالم، حتى عمالقة السياسة العالمية أبدوا إعجابهم بسمو ولي العهد ورؤية السعودية التي نقلتها بشكل أثار إعجاب الجميع.
- بعد خصخصة أندية القادسية والدرعية والعُلا والصقور مع شركات كبيرة وعملاقة، ستكون هذه الأندية مميزة، وبعد سنوات قريبة سنراها تنافس أكبر الأندية على البطولات.
- شكراً وألف شكر لكل رجالات الأندية السعودية وأعضاء شرفها الذين كانوا السند الأول للأندية، وحافظوا على تماسكها، وأنجزوا على كافة المستويات، ودعموا من أموالهم، وفرغوا أنفسهم، وأخلصوا لأنديتهم.
- أعلن فريق الهلال عن رحيل ايغالو وفييتو بشكل رسمي، وهذا كان متوقعا من قبل الجميع، فايغالو الهداف لم يقدم خلال هذا الموسم ما يشفع له بالاستمرار، أما فييتو فقد جاء منذ ثلاثة مواسم واليوم يرحل ولم يقدم ما يوازي ما يقدمه لاعب من شباب النادي، هذا إذا استثنينا كأس العالم للأندية 2022 والتي قدم فيها مباريات جميلة، وما عداها لم يكن فييتو يستحق الاستمرار كل هذه الفترة الطويلة.
- كان هناك نية للتجديد مع لاعب فريق الهلال الكوري جانغ، وهو يستحق البقاء، ولكن بعد الإعلان عن إصابته التي تحتاج للعلاج لمدة أربعة أشهر، فإن الاستغناء عنه وجلب لاعب بديل في نفس المركز أصبح ضرورياً جداً.