بدرية المعجل
كان إلى وقت قريب ذكر اسم الأم أو الأخت عيبا وغير مستساغ في نظر الكثير من الناس، حيث يعتبر بالنسبة لهم عورة وسرا لا يبوح به الولد بل ويعيّر باسم أمه أو أخته، ومع انتشار الثقافة وتقدم المجتمع بدأ هذا الأمر يقل رويداً رويداً، إلاّ إنه في المقابل لايزال بعضهم يستنكر ذكر اسم أمه أو اخته أو قريبته، ويعارض وبشدة ذكر اسمها وخصوصاً في مواقع التواصل الاجتماعي معتبراً ذلك من العار والعيب، وفي المقابل نجده يجد راحته كثيراً مع النساء، وقد يعمل في مجال مختلط وينادي الموظفات بأسمائهن دون خجل أوحرج، وبعضهم قد يسافر لخارج وطنه ويجلس مع غير المحارم على طاولة واحدة، يتبادل معهن أطراف الحديث وتتعالى ضحكاته معهن ناسياً التوصيات التي فرضها على محارمه في وطنه، وهنا يبرز التناقض والتنظير.
في عصر الإسلام ورد ذكر أسماء الصحابيات رضوان الله عليهن بأسمائهن، قمن برواية الكثير من الأحاديث النبوية عن رسولنا -صلى الله عليه وسلم- وتم توثيقها في كتب الأحاديث، فما بالك تستنكر ظهور إحدى محارمك باسمها الصريح في مواقع التواصل، ولماذا تخفي اسم أمك تبوح عند سؤالك، اسم المرأة ليس بعورة وظهورها متسترة محتشمة لتطرح ما لديها من أفكار ليس بعيب، المرأة خرجت الأجيال وقادت في منزلها وفي خارج منزلها ومن حقها أن يذكر اسمها وأن توثق جهودها، ومن دلائل الرجولة احترام المرأة وإنزالها منزلتها التي تستحقها، فالنساء شقائق الرجال والمشاركات لهم في بناء المجتمع وصناعة المستقبل، لذلك لا تخجل من ذكر اسم والدتك أو إحدى من محارمك بل افتخر بها وكن عوناً وسنداً لها، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.