صيغة الشمري
لن أتحدث عن مدى التأثير السلبي الذي يحدثه أغلب نجوم منصات التواصل الاجتماعي وهدمهم المتواصل لبناء المجتمع وتماسك الأسرة وتسطيحهم لفكر النشء، هذا غير إشغالهم للرأي العام من خلال مشاكلهم التي لا يمكن أن تخلص لدرجة أصبح معها المتابع لا يعرف صدق هذه المشاكل من كذبها، لقد ضربوا مصداقية محتوى العالم الرقمي عن بكرة أبيه، تدخل للبحث عن معلومة تهمك فتجد آلاف الدجالين الذين يتحدثون عنها وكأنهم يملكون حقيقتها المطلقة، تزداد الخطورة عندما تبحث عن معلومة طبية أو علاج لمرض معين، تنهمر عليك مقاطع الدجالين كالمطر وكل منهم يقدم لك وصفة طبية يقسم بأنها العلاج الذي ليس بعده علاج لتكتشف أن صاحب المقطع ليس سوى شخص لم ينجح على أرض الواقع ليهرب إلى الواقع الافتراضي الذي أصبح من أسهل الطرق للنصب والاحتيال واستغلال المغفلين، أخف هؤلاء الدجالين والفشلة وسقط المتاع هم الذين امتطوا صهوة الواقع الافتراضي أو السوشال ميديا للتهريج والهذر في كل شيء مع بعض القيام بحركات عبر اليد والجسد للزيادة في جرعة التهريج حتى وإن كانت هذه الحركات تحط من قيمته البشرية والإنسانية، لو تأملنا بقائمة من يسمون بمشاهير الفيس أو السوشال ميديا لوجدنا أغلبهم من الفاشلين في حياتهم وغير القادرين على النجاح على أرض الواقع فهربوا إلى أرض الواقع الافتراضي لأنه ليس لديهم ما يفقدوه في الواقع الحقيقي، ليس لديهم نجاح يخافون من فقده أو إلحاق الضرر به، ليس لديهم مكانة اجتماعية يخافون عليها من أن تهتز، كثيراً ما أجد نفسي غير قادرة على فهم عقلية أو فكر ذلك الشخص الذي يتابع مشاهير السوشال ميديا بشكل متواصل ويتحسّر من الداخل على حياة الرفاهية التي يعيشونها مقزماً نفسه وأحلامه وهمته دون قصد منه، هؤلاء المشاهير قدموا من أرض الفشل إلى أرض الواقع الافتراضي، لا تقزموا أحلامكم ولا تكسروا بهجتكم عندنا تشاهدون رفاهيتهم ومالهم الوفير، فأنتم تعرفون أن كرامتكم وقيمكم تمنعكم عن الكثير من الطرق التي تجلب المال!