في البداية علينا أن نسأل أنفسنا ماذا قدمنا لوطننا العظيم وهو المملكة العربية السعودية، فحب الوطن فطري يولِّد في نفس كل مخلوق ويكبر معه وعلينا أن نعترف بأننا كسعوديين أخفقنا في الدعوة إلى وطننا الغالي وماذا لو عبرنا عن وطنيتنا بصدق وإخلاص ضد دعاة الزيغ والضلال متخذين من التوحيد شعاراً لنا والوحدة منجزاً تاريخياً لا تنفصم عراه هذا هو الاعتراف الذي لا بد منه.
وهل كان هناك من هو ألد من الشيطان عداوة لله ... فماذا فعل معه رب العزة والجلال.. هل أرسل عليه كتيبة كما فعل الإرهابيون وهو قادر على قبض روحه بلا مساعدة من أحد. ولكن ماذا فعل رب العزة والجلال؟! حاوره وأجابه إلى طلبه حينما طلب الإمهال وهذا ما نحتاجه اليوم وهو الحوار، الحوار البناء الهادف الذي يصل إلى نتيجة مفادها أن كلا الخصمين انتصر.
وحينما أرسل الله موسى إلى بني إسرائيل ليخاطبهم ويدعوهم إليه دعاهم نبي الله إلى الحوار وبيَّن لهم الحق من الباطل. أرسله بآيات وكرامات ومعجزات.
هناك في وطننا الغالي حراك اجتماعي وثقافي، كما أن هناك حركة تعليمية ضخمة ونهضة عمرانية تتسع ثم تتسع، وهناك قراءة جديدة للخطاب الديني، فما هي كلمة السر وراء كل هذا؟! إنها رؤية 2030 التي من الممكن أن تضع المملكة في مصاف دول العالم.
ماذا عن الأمية؟! ألسنا نحن أمة (اقرأ) ومكة في قلوبنا كلنا فما لنا نتحدث عن أنفسنا ونغالط أنفسنا بدلاً من العمل على مكافحة الأمية والجهل والتسوّل والبطالة، إذ إن هذا واجبنا كلنا بلا شك.
وإذا كانت النفوس تتوق إلى الأوطان كما أن بداخل كل منا ذاكرة للمكان والزمان، وإذا كان الوطن يسكن فؤاد كل منا ونحن أيضاً نسكن فؤاده ... كل ذلك في وطننا الذي أخفقنا في الدعوة إليه بنشر المخدرات والمسكرات وتفجير مواكب رجال الأمن والاستهزاء بعلمائه والإساءة إلى شعبه وحكامه كل ذلك يجعلنا نعتقد جازمين بأننا أسأنا إلى وطننا فهذا هو الاعتراف الذي لا بد منه.