يقضي الكثيرون منا ساعات طويلة في العمل، ولذلك فإن الاستفادة القصوى من وقتنا في العمل أمر حيوي ومهم. ولكن، في بعض الأحيان، قد يصبح من الصعب العمل على مشاريع شخصية أو تحقيق أهداف خاصة بنا بسبب موقف بعض الشركات.
قد تواجه بعض الشركات صعوبة في فهم رغبات واهتمامات الموظفين، وذلك يجعلهم يشعرون بالإحباط والاحتقار، وربما يقلّل من إنتاجيتهم في العمل. وقد يرتبط ذلك بالتفكير الخاطئ بأن الموظفين لا يجدون سوى في العمل وأنه لا يحق لهم العمل على مشاريع شخصية أو التعبير عن اهتماماتهم الخاصة.
في الواقع، يمكن أن تكون هذه الاهتمامات والمشاريع الشخصية مصدر إلهام للموظفين وتحفيزهم على تحقيق أهدافهم في العمل. والعكس صحيح، إذا لم يتم تلبية احتياجات الموظفين، فقد يؤدي ذلك إلى تراجع الإنتاجية والارتباك في المكان العمل.
لذلك، يجب على الشركات أن تفهم أن احتياجات الموظفين واهتماماتهم الشخصية لا تتعارض بالضرورة مع مصالح الشركة. وبكسر الصورة النمطية التي تظهر الموظفين كأشخاص لا يهتمون بشيء سوى بتلقي راتبهم، يمكن للشركات أن تبني علاقة مثمرة مع موظفيها وتعزّز الثقة والولاء بينهم.
علاوة على ذلك، يمكن للشركات تحقيق فوائد عديدة عند دعم موظفيها في تحقيق أهدافهم الشخصية. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تتحول الاهتمامات الشخصية للموظفين إلى فرصة للإبداع والابتكار في مجالات العمل التي يعملون فيها، مما يمكن أن يؤدي إلى تحسين مستوى الإنتاجية والإبداع في العمل.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن لدعم الموظفين في تحقيق أهدافهم الشخصية أن يؤدي إلى تحسين الصحة النفسية والعاطفية لديهم. فعندما يشعر الموظف بدعم الشركة له في تحقيق أهدافه الشخصية، يمكن أن يتحسّن مزاجه وترتفع معنوياته، مما يؤدي إلى تحسين أدائه في العمل.
بالنظر إلى كل هذه الفوائد، فإن الشركات يجب أن تفهم أن مصلحة الموظف ومصلحة الشركة لا تتعارض، وأن دعم الموظفين في تحقيق أهدافهم الشخصية يمكن أن يؤدي إلى تحسين الأداء والإنتاجية في العمل. وعلى الموظفين، من جانبهم، أن يكونوا صريحين مع الشركات ويعبروا عن اهتماماتهم الشخصية وما يرغبون في تحقيقه خلال فترة العمل.
وفي النهاية، يجب أن نتذكر أن العمل لا يعني فقط تلقي الراتب والعمل على مشاريع الشركة فحسب، بل إنه يجب أن يمنحنا الفرصة لتطوير أنفسنا وتحقيق أهدافنا الشخصية أيضًا. ومن خلال تحقيق أهدافنا الشخصية، يمكننا تحسين مستوانا العام في الحياة والعمل، وهذا يعود بالنفع على الجميع. لذلك، يجب على الشركات تبني ثقافة داعمة لتحقيق أهداف الموظفين الشخصية، وهذا سيؤدي إلى تحسين الأداء والإنتاجية في العمل، مما يعود بالنفع على الشركة والموظفين على حد سواء.