العقيد م. محمد بن فراج الشهري
عند الساعة 9 من مساء يوم الأحد 1 ذو القعدة الموافق 20 مايو 2023م. انطلق صاروخ فالكون Falcon، ومركبة دراجون Dragon، لنقل رائدي الفضاء السعوديين ريانة برناوي وعلي القرني في أول رحلة للقيام بمهامها العلمية والبحثية، بما يعكس رؤية المملكة 2030 في تعزيز تطور العلوم والأبحاث والابتكار، وهو حدث تاريخي مبهر ورائع وعظيم امتدادا لعظمة هذا البلد وتجليه على كافة المستويات والصعد محلياً، وقارياً، وعالمياً هذه هي السعودية العظمى التي احتلت موقع الصدارة في المتانة، والرزانة، والسياسة الهادئة والهادفة، والاقتصاد القوي، والأمن والرخاء في كل شيء، الأمن النفسي، والأمن المجتمعي، والأمن العام، والأمن الاقتصادي.. نعم يا سادة هذه هي السعودية التي تحتضن أغلى وأنفس وأهم الأماكن المقدسة في العالم، هذه السعودية التي صرفت على العناية بتلك المقدسات تريليونات تعجز عن عدها الآلات والحاسبات والتي تتعدى ميزانيات دول كبرى لسنوات، هذه هي السعودية التي احتلت قلوب المسلمين في كافة أنحاء المعمورة، هذه هي السعودية التي يتجه إليها المسلم في يومه (5) مرات يومياً وسنوياً يتوافد إليها ملايين البشر لتأدية مناسكهم ويصلون، ويعودون وهم في أمن واطمئنان ورخاء، هذه السعودية التي يتمنى كل مسلم أن يعيش ويتواجد على أرضها، وكما هي للمسلمين فهي أيضاً درع عربي كبير ومساند ورافد أساسي لكل الأخوة الأشقاء العرب وخادمة لقضاياهم... ومواسية لهم في كل مصاعب الحياة.. لم تتهاون عن دورها المحوري في مساندة الأشقاء بكل ما تملك، وصرفت في سبيل ذلك المليارات تلو المليارات دون منّة أو شرط وهو ما تعجز عنه دول كثيرة. نعم هذه السعودية التي تتربع على قمة النهضة الشمولية في كل شيء.. ومع بداية عهد الملك سلمان حفظه الله وولي عهده الأمير/ محمد بن سلمان والمملكة تسابق الزمن في كل شيء امتدادًا لما قدمه ملوكنا السابقون رحمهم الله جميعًا، نعم أقولها بكل ثقة وصراحة في كل شيء وما صعود المملكة هذا اليوم بروادها إلى الفضاء إلا امتداد لهذه المسيرة الشاملة، والمتكاملة، حيث أعدت لهذا الحدث (الهيئة السعودية للفضاء) والتي تأسست بأمر ملكي في ربيع الآخر من عام 1440هـ ديسمبر 2018م، وقد كانت خطوة شجاعة نحو مستقبل أكبر ابتكاراً وتطلعاً لأحدث التقنيات والفرص في قطاع الفضاء السعودي الجديد، وتوافق أهداف الهيئة السعودية للفضاء مع تطلعات قائدها وولي عهده نحو حياة أكثجودة، وتقدم حيث تتوافق مع رؤيتها لخلق بيئات افضل وأكثر أماناً لمواطنيها، مع خلق فرص جديدة لمزيد من الابتكارات المريحة الداعمة للاقتصاد السعودي، وتقتضي استراتيجية الهيئة السعودية للفضاء وضع مجموعة من الأهداف الأولية التي تخدم مصالح الأمن الوطني وتحميه من المخاطر المتعلقة بالفضاء، وتشجيع النمو والانطلاق نحو ابتكارات العصر بما يعود بالنفع والفائدة، ويحاكي ما وصلت إليه المملكة من تطور وازدهار ومكانة على المستوى العالمي، أما دور الهيئة فهو يتمثل في:
1- قيادة قطاع الفضاء عن طريق وضع السياسات والاستراتيجيات الوطنية العامة.
2- متابعة تنفيذ السياسات والاستراتيجيات الوطنية، ومن المهام الرئيسية لهذه الهيئة ما يلي:
1- وضع الخطط والسياسات والبرامج المتعلقة بقطاع الفضاء.
2- تنفيذ الاستراتيجيات الوطنية للفضاء.
3- تنظيم كل ما له صلة بقطاع الفضاء وتطويره.
4- تشجيع الأنشطة البحثية والصناعية المتعلقة بالفضاء وتحفيزها.
5- تنظيم الأقمار الصناعية وتطويرها.
6- تنظيم أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية.
7- تطوير تقنيات إطلاق المركبات الفضائية وخدماتها.
8- تعزيز الأمن الفضائي من خلال رصد الفضاء وتتبعه ولرصد الحطام الفضائي.
9- تطوير وتنفيذ البنية التحتية لقطاع الفضاء.
10- تنظيم ما يتصل ببعثات علوم الفضاء والاستكشاف.
11- تنمية الكوادر الوطنية في مجال علوم الفضاء ودعمها.
12- التعاون مع الجهات الحكومية والهيئات، والمنظمات ذات العلاقة بقطاع الفضاء داخل المملكة وخارجها.
13- تمثيل المملكة في المحافل الدولية ذات الصلة بقطاع الفضاء.. وترتكز المبادئ التوجيهية لإستراتيجية الفضاء على الطموح والشمولية، والواقعية.. وفي خلال الفترة البسيطة التي قطعتها الهيئة منذ تأسيسها فقد حققت عديداً من الأمور الإيجابية والسريعة نحو علوم الفضاء وريادته، ومن ثمار ما قدمته هذه الرحلة الميمونة لرائديها الكابتن: علي القرني والدكتورة ريانة برناوي، والذي يعد حدثاً متفرداً تفخر به السعودية وهيئتها الفضائية بالوصول إليه في وقت وجيز مقارنة بفترة النشأة.. إن وراء هذا العمل الجبار عقولاً سعودية رائدة ومتفوقة، والمملكة تذخر بعباقرة في شتى العلوم، والمجالات، ولننظر ما حققه أبناؤها في السنوات الأخيرة من تفوق، وابتكارات تفوقوا فيها على نظرائهم في دول كبرى ومتقدمة.. وهناك مبدعون ومتفوقون على المستوى العالمي من أبناء هذا الوطن في مجالات متعددة منها الطب وعلومه، والجيولوجيا، والفيزياء، والكيمياء وكافة العلوم الأخرى. فلا غرابة أن نرى فضائيين سعوديين يحملون آمالنا العلمية لاستكشاف الفضاء في هذه الرحلة الميمونة، ونحن بذلك نقول عاش الوطن الكبير، وعاش لنا قائده وولي عهده، ونسأل الله لروادنا أن يحققوا ما تصبو إليه المملكة في مجال الفضاء، وأن يعودوا بخير وسلام دون أي عوائق, ترعاهم عناية المولى وحفظه.. ودمت لنا يا وطن الخير والنماء والعطاء شامخاً في كل مجالات الحياة...