لم يعد سراً أن هناك الكثير من القصائد المتميزة لشعراء وشاعرات سعوديين (ظُلمت) من قبل «بعض» أصوات الفنانين والفنانات غير السعوديين بحكم اختلاف التمكّن من اللهجة ومخارج الحروف الشيء الذي أفضى -مع الأسف لتشوّه جمال القصيدة- وهذا أمر لا يحتاج إلى أدلة واستشهادات فهو أمر ماثل للجميع والشمس لا تُغطّى بغربال، وتفعيلاً لمقولة -وبضدها تتميّز الأشياء- فإن الفنانة السعودية المتألقة (وعد) أجادت في أدائها لدورها المتقن في غناء أجمل القصائد من كل مناطق المملكة العربية السعودية بحكم ثقافتها العالية ودقتها المتناهية وتمكنها من موهبتها الأصيلة وهذا يتطلب إلمام تام بالموروث قد يكون غير متاح لغير الفنان والفنانة السعوديين، كما أن ما كتبه معالي الشاعر تركي آل الشيخ في حسابه بعد ليلة حفل تكريم الفنان طلال مداح ونصه: (أحسنتِ يا بنت بلدي في حفل اليوم) هو محل إعجاب كل رفاع الذائقة الذين يهمهم الإبقاء على مكانة الشعر السعودي المتميز -العمودي منه والتفعيله- في مكانته الرفيعة اللائقة به، فمعالي تركي آل الشيخ شاعر معروف ويهمه أن تكون التداعيات والأخيلة والرموز والصور في القصيدة مكتملة البناء «من منظور نقدي» في مكانتها اللائقة بها في الأغنية المتميزة بركائزها الثلاث (القصيدة، الصوت، اللحن) وهذا يتأتى بمثل أداء الفنانة الرائعة وعد لكلمات أغانيها أو كلمات أغاني غيرها من الفنانين والفنانات، حيث لفتت، وتلفت الأنظار في حضورها الذي لا يشبه غيره.
يشار إلى أنها غنَّت من كلمات شعراء معروفين مثل الأمير خالد بن سعود الكبير، والشاعر ثاني الدهمشي، والشاعر خالد المريخي، والشاعر رامي العبودي.. وغيرهم، وفي المقابل فإنها أجادت أغاني كُتبت كلماتها باللهجة العراقية، واللبنانية، والمصرية. ونجحت بشكل باهر في أدائها وهذا ما يميزها أكثر ويحسب لها بأن نجحت في غناء كل اللهجات بخلاف الكثير من الفنانين والفنانات الذين أخفقوا في غناء القصيدة السعودية المتميزة.
** **
- محمد بن علي الطريّف