الأدب الإنساني هو النوع من الأدب الذي يتحدث كثيراً عن الإنسان والإنسانية، وهو الأدب الذي يتناول مشاكل الإنسان المعاصر ويعطي حلولاً قد تناسب بطبيعته البسيطة. الأدب الإنساني يصور ناحية إنسانية أو فترة تاريخية معينة بما يسود من العمل وتخطي العقبات وما تختلج به أنفس البشر من أمل وتطلع وفرح.
ينبع الأدب الإنساني بالتصاق الأدباء الحميم بدفق الحياة والناس والطبيعة، فهم يتناولون حياة الشعوب مباشرة في دورتها اليومية الخالدة، والكنز الذي ينثرونه على القارئ والحيوية الدرامية المتسلسلة الدفاقة. يختص هذا النوع من الأدب في الانحياز نحو التعبير عن إنسانية الإنسان، ويساهم في فضح الانتهاكات والتجاوزات على القيم الإنسانية وبالتالي فإنه يصنف إلى جانب قوى الخير، لأن الإنسانية في هذا النوع من الأدب تعني مكافحة الظلم والجهل والفقر والأديب الذي يتخذ هذا المذهب الإنساني تعود حياته أدباً لأنه مكافح.
الأدب الإنساني يؤدي إلى تعريض حياته إلى العديد من المشاكل ابتداءً من الفقر وانتهاءً بالتنكيل من قوى الشر التي تجد في هذا الاصطفاف خطورة تهدد مصالحها، كما يعبر عن ذلك «برنارد شو» بقوله: «ألم يصبح الأدب كفاحاً، والكفاح أدبا، يعود إلى ضمير الإنسان فكلما كان ضمير الأديب حياً، كلما كان حراً في التعبير والدفاع عن قيم الخير.»
وليس الأدب الإنساني أن يؤلف الكاتب القصص ويقرض القصائد كي يبعث في الأثرياء العطف على الفقراء والتصدق عليهم، وإنما هو أن ينظر بعين الفنية للمشكلات الإنسانية والاجتماعية، يتمحور دعوته للإخاء الإنساني والتسامح الديني ونبذ التعصب وذم الحروب، وغرس لقيم الخير والتطوع وإغاثة الملهوف ومساعدة المعوزين، وفك العاني ونصرة المظلوم وتفريج الكرب والمساندة في حاجة الناس وإدخال السرور على قلوبهم.
الأدب هو التعبير عن الضمير الإنساني، والأديب هو ضمير العالم. وإن حرية العقل والفكر وحرية الضمير هي أثمن ما يملكه البشر. وهنا تكمن عظمة الكاتب والمبدع والأديب الذي ينهل من القيم الإنسانية مادته ويصنع منها آليات وأسلحة مضادة ضد قوى الشر التي تسعى لفرض قيمها على سائر البشر. وبهذا يعبر الأديب عن إنسانيته، وبالتالي عن حريته التي دونها يفقد آلياته في التعبير حيث تكمن عظمة الكاتب في أن يكون فيلسوفاً أو شاعراً أو أديباً، ولكن يجب أن يكون على الدوام إنساناً.
الأدب الإنساني يعم البشرية كلها من دون تمييز بين عرق أو لون فهو يرتبط بالإنسان بوصفه إنساناً بمعزل عن أي انتماءٍ أو هوية مثلما يُعبّر عن آماله وآلامه. وهو الأدب الذي يندرج في إطاره الأعمال الإبداعية التي ترتبط بالمعاناة والمصائب الإنسانية من فقر وأمراض وحروب وكوارث طبيعية، مما يُحقّق بتحقيقها كرامة الإنسان التي هي غاية وجوده وقصد حياته، فالأدب الإنساني يحمل في طيّاته أبعاده الجمالية التي نظر إليها من منظور مثالي شامل للإنسانية وهو الخير والحق والجمال.