بعد جهود حثيثة قادها كل من المملكة العربية السعودية ومصر والأردن، لحل الأزمة السورية، وفق مبدأ الخطوة مقابل الخطوة وبما لا يتعارض مع قرار مجلس الأمن رقم ألفين ومئتين وأربعة وخمسين، أقيمت القمة العربية الثانية والثلاثين أو قمة جدة كما يحب أن يطلق عليها كل مواطن سعودي فخور باستضافة هذه القمة العربية. تلك الجهود أثمرت -ولله الحمد - عن عودة الجانب السوري للبيت العربي. في كل قمة عربية تستضاف يتطلع من خلالها الشعوب العربية إلى تلك القرارات الصادرة في ختام تلك القمم مع ما يأمله الشارع العربي من رغد عيش ورفاهية حياة. قمة عربية قادها الرجل الملهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية بكل حكمة واقتدار وحنكة قائد كان من ضمن كلماته -حفظه الله- في القمة ما يشير إلى ويؤكد أن جل اهتمامه المواطن العربي بشكل عام والمواطن السعودي بشكل خاص عوضاً عن أهم نقطة تطرق لها سمو سيدي وهي الاستثمار الأمثل للمواطن العربي. برزت هذه النقطة الأهم من وجهة نظري من خلال كلمة سمو سيدي -حفظه الله- عندما أشار إلى أن الوطن العربي لديه المقومات والموارد وكذلك الموارد البشرية الكافية والوافية الحضارية والثقافية التي من الممكن جعله يحتل مكانة وقيادة متقدمة تحقق نهضة شاملة لدولنا وشعوبنا العربية وقد أكد سموه -حفظه الله- للعالم أجمع أن العرب سوف يسابقون على التقدم والنهضة مرة أخرى. وكذلك تذليل الصعاب التي تواجه الحكومات العربية من أجل وحدة واستقلال الدول العربية وعدم التدخل الخارجي للشؤون الداخلية لأي دولة عربية مما يعني سيادة مستقلة لأي دولة عربية. الأمن والأمان للشرق الأوسط كان المحك الرئيس ومحور الاهتمام للقمة العربية باتفاق جميع القادة حين أعلن عن الرفض التام للدعم أو التشكيل للميلشيات المسلحة خارج نطاق مؤسسات الدولة. يمكن وبكل ثقة القول إن القمة العربية الثانية والثلاثين نجحت بكل المقاييس -ولله الحمد- يأتي ذلك ويتضح من خلال كلمات الوفود المشاركة في القمة وما اطلع تعليبه عبر مواقع التواصل الاجتماعي من تعابير وكلمات الشكر التي قدمها المواطن العربي قبل قادته وهو ولا ريب مصدر فخر واعتزاز لنا كسعوديين.