لاشك أن العاملين في الحقل الطبي هم أول من يدرك المخاطر الصحية التي تسببها المخدرات على الفرد والمجتمع، وفي كل تخصص يدرك الأطباء المشكلات؛ ففي قسم التخدير والعناية المركزة.
توجد بعض المخاطر التي تسببها المخدرات أثناء تخدير المريض المدمن، حيث يتناول المدمن عادة العقار المخدر من خلال أربع طرق مختلفة، وهي الفم والاستنشاق والامتصاص عبر الأغشية المخاطية مثل: الأنف، والطريق الأكثر سرعة وخطورة هو الحقن الوريدية.
ويعد الإدمان عن طريق الحقن الوريدي من أخطر أنواع التعاطي، لما له من آثار سلبية غير متوقعة من حيث الجرعة الزائدة، وما ينجم عنها من غياب للوعي يصل في بعض الأحيان إلى التلف الدماغي غير القابل للعودة، والناجم عن نقص الأوكسجين إذا لم يتم الإسعاف المباشر لتلقي العلاج الطبي المناسب، حيث يترك المدمن في أغلب الأحيان مع أصحابه ليصحو من تلقاء نفسه أو تتدهور حالته بشكل شديد، بحيث يتأخرون في إسعافه.
إن من المخاطر الأخرى للإدمان عن طريق الحقن الوريدي العدوى بالتهاب الكبد الوبائي، B، والإيدز والخراجات التي تتشكل مكان الحقن من التلوث أو تسرب العقار تحت الجلد، والالتهاب الجرثومي لصمامات القلب والأوردة المحيطة، وحقن المادة المخدرة داخل الشريان، وما ينجم عنها من موت في الأصابع، وتصعب مهمة طبيب التخدير في علاج مريض الإدمان عند دخوله المستشفى للعلاج من أي مرض أو إجراء عملية جراحية؛ لأنه لابد من ملاحظة الأعراض الناجمة عن إيقاف العقار من قبل المريض، وهي ما تسمى عادة (الأعراض الانسحابية)، التي تتمثل بالقلق والحركة المتواصلة والشعور بالتوتر الذي يتبعه التثاؤب المتكرر، والتعرق الغزير وسيلان الأنف والعينين واتساع الحدقتين والرجفان، والإسهال، والتقلصات العضلية، وتزداد هذه الأعراض شدة في الأربع والعشرين ساعة الأولى، كما يحدث ألم عضلي حاد ومفاجئ يصاحبه قيء وفقدان في الشهية وعدم القدرة على النوم، وزيادة في معدل التنفس، وقد يحدث ارتفاع في حرارة الجسم، وفي ضغط الدم الانقباضي.
وعند تخدير هؤلاء المرضى يجب مراعاة احتمالات أن يكونوا يحملون فيروس التهاب الكبد، ومرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، وقابلية لهبوط ضغط الدم، وذلك بسبب نقص كمية السوائل الموجودة داخل الجهاز الوعائي، وقصور في نشاط الغدة الكظرية، ونقص كمية المورفينات داخل الجهاز العصبي المركزي، وتظهر الأعراض الانسحابية لدى 20 % من مرضى الإدمان في وقت العمل الجراحي، وهذه الأعراض تسبب ارتباكاً في تشخيص المرض في هذه المدة، لذا يجب أن يؤخذ ذلك في الحسبان، وذلك بإعطاء كمية كافية من مواد التخدير للسيطرة على هذه الأعراض.