أنظار الشعوب العربية كانت وما زالت تنظر إلى القمم العربية في كل مرة تقام بعين مختلفة متطلعة لقرارات تقودها إلى رغد عيش ورفاهية حياة وما تؤول إليه تلك القمم من قرارات تصب في النهاية في مصلحتها كشعوب في ظل قيادات تسعى ولا شك إلى تحقيق كل ذلك. القمة العربية الثانية والثلاثون التي احتضنتها المملكة العربية السعودية والتي تقود الشرق الأوسط بمشيئة الله لتوحيد الصف في كل بعثرة تحصل، أجزم تمام الجزم الذي لا يخالجه أدنى شك أو زيف أنها مختلفة تمامًا عن كل القمم التي أقيمت على مر السنوات الماضية وهي ناجحة بكل المقاييس.
يأتي في مقدمة تلك الأسباب التي تجعلها مختلفة هو أن وطني المملكة العربية السعودية استضافتها وحق لي كمواطن سعودي أن أفخر بل كل الشعب السعودي يفخر بذلك. ترتيب مسبق وتنظيم أشاد به كل القادة العرب في ختام القمة ولله الحمد وهذا ينبع من أصالتنا العربية كشعب سعودي يؤمن بأن كرم الضيافة جزء لا يتجزأ من عاداتنا وتقاليدنا العربية الأصلية التي تنبع من ديننا الحنيف. كذلك من الأسباب وهو الأهم من وجهة نظري السعي الحثيث من قبل قادة العرب يأتي في مقدمتهم سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله إلى توحيد الصف العربي بعد أن أضاعت الطريق بعض الدول كسوريا عن جامعة الدول العربية واختفت عن البيت العربي.
قمة تنعقد في وقت مهم جدًا بعد أن عصفت بالدول العربية عواصف دمرت الأخضر واليابس للأسف وأفقدت جزءًا من أمن المنطقة العربية إلا انه من المؤكد أنها بسبب مكايد تحاك لدولنا العربية وشعوبها. تكللت تلك القمة ولله الحمد بالنجاح الباهر الذي أشاد فيه جميع الحضور وجميع وسائل الإعلام العالمية أيضًا. السيادة العربية لكل دولة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة عربية كانت من أهم النقاط التي نوقشت في القمة وهي رسالة شديدة اللهجة لكل من تسول له نفسه المساس بأمن منطقتنا العربية وأننا له بالمرصاد مهما كلف الثمن. الأمن والاستقرار لكافة الشعوب من وجهة نظري حضي بالاهتمام الأكبر بعد أن مرت الدول العربية بمنعطفات جبارة تسببت لبعضها بأن يغادر البيت العربي ممثلاً بجامعة الدول العربية. الاستثمار الأمثل في عدة مجالات والتسامح بين الدول العربية والحوارات اللينة والاعتزاز بالقيم والعادات العربية كان لها أيضا نصيب من تلك القمة المباركة.