فهد المطيويع
طبعًا عندما نتحدث عن تعثر الهلال لا نتحدث عن خسارة بطولة أو الفشل في مشاركة بل تعدى الفشل في المفاوضات حتى أصبح مثل هذا الموضوع بالنسبة لبعض الإعلاميين مصدر فرح وسعادة وانتصار معنوي يواسون به خيبات الماضي ولن أبالغ لو قلت إن مستوى الفرح لديهم يوازي في كثير من الأحيان فرح تحقيق بطولة وقد أثبتت بعض الأحداث أن أجمل اللحظات بالنسبة لهم هي مشاهدة سقوط الهلال، هذا ما سمعناه وشاهدناه بعد أن غيّر ميسي وجهته إلى أمريكا وكأن هذا الرفض سيمحو تاريخ وإنجازات الهلال من صفحات التاريخ.
هم معذورون ولو تحدثنا بلسانهم لقلنا ( ماقوينا الهلال بسالم وسلمان نقويه بميسي), على أي حال كنا نتمنى انضمام هذا الفذ لدورينا مع بقية نجوم العالم ولكن قدر الله وماشاء فعل، وبعد كل ماحدث نتمنى أن لا يؤثر موضوع تأخر المفاوضات على استعداد الهلال للموسم القادم خاصة أنه لا يملك مدرباً ولم يوقع مع لاعبين أجانب وهو الذي منع من التسجيل لفترتين ولم يسمح له باستخدام التدابير الوقتية أسوة بالبقية فوصيف كأس العالم يستحق الكثير ألا يكفي أنه سفير الأندية واجهة الكرة السعودية.
عموماً الوسط الرياضي سعيد بهذه النقلة وهذا التطور المذهل الذي حتماً سيكون سبباً في تغير حال الكورة السعودية، فوجود مثل هؤلاء النجوم يعتبر أمراً مذهلاً سنصل من خلاله إلى أبعد نقطة رياضية وسنصنع أرضية صلبة رياضيًّاً واستثماريّاً وكذلك سياحيّاً، المحزن أننا مع هذا التحول القوي مازلنا في المربع الأول إعلاميّاً فيكفي أن تشاهد فرحة بعض الإعلاميين تجاه تغيير وجهة ميسي لتعرف أن إعلامنا الرياضي مازال في المدرجات وأننا نحتاج للكثير من الوقت لتغيير مفهوم الإعلام الذي لا بد أن يدخل مرحلة الاحتراف وبعد النظر في مايقدم ويطرح بعيداً عن السطحية والإثارة المصطنعة.
طبعاً خسارة ميسي خسارة كبيرة لأن وجود مثل هذا الأسطورة مع غيره من نجوم العالم سيكون رافداً قوياً للكرة السعودية ويختصر الكثير للوصول عالميّاً، على أي حال نتمنى أن لا يهمل موضوع تطوير الإعلام وترسيخ المفهوم الصحيح لدوره المهم في مسيرة الرياضة ليواكب هذه النقلة لأن أي تراخٍ أو تأخر في معالجة هذا الملف يعني أننا نضع العوائق والمطبات في جه تحقيق الأهداف.
في الختام إقول إننا جميعاً خسرنا ميسي وأتمنى أن لا نخسر آخرين مثله لأن وجودهم يعني أن الدوري السعودي سيصبح حديث الإعلام العالمي ووجهة مهمة للاعبين ووسيلة جذب لجمهور وإعلام العالم.