زكية إبراهيم الحجي

احترام التنوع الثقافي بين الشعوب:

للثقافة بعدان البعد الأول يتعلق بالمجتمع الذي تُشكل ثقافته وماهيته تلك الثقافة أما البعد الثاني فيتعلق باحترام حق أي مجتمع بثقافته نظراً لارتباطها بحياتهم وتاريخهم وهويتهم وهي تعني الكثير بالنسبة لهم ومن حق أي مجتمع التمتع بثقافته الخاصة لكن ذلك لا يمنع من قبول ثقافات مجتمعات أخرى للتعرف عليها.. إن قبول ثقافة الغير لا يعني بالضرورة الاقتناع بها كاملة لكن التنوع الثقافي يُعتبر مصدراً من مصادر إثراء للثقافات لإطلاق العنان نحو آفاق إبداعية خلاقة.. ودون أدنى شك فإن احترام اختلافات الشعوب الثقافية والعمل على تعزيز قبول ثقافة الآخر المختلف مهما بلغت درجة الاختلاف مع ثقافته.. ولا شك بأن الحوار الثقافي بين الشعوب هو البديل الأمثل عن وسائل العنف والتطرف وليس هناك مقارنة بين حوار السلاح وحوار العقول.

قيمة الإنسان:

في كتابه (وحي القلم) يتعجب الأديب مصطفى صادق الرافعي من بعض البشر فيقول: عجبت لمن يرتب الفوضى القائمة في حياته ومكتبه وبيته لكنه يترك الفوضى قائمة في قلبه.. استنكار منه أتى في وقت لم يكن يعرف حينها أنه سيأتي على الناس زمان تصبح كل حركتهم قائمة على تنظيم الخارج وترتيبه مع إهمال لما هو داخل النفوس.. استنكار أجد فيه كثيراً من الصحة والأمثلة على ذلك كثيرة.. فمثلاً لا يمكن أن ننكر بأننا نعيش في زمن تغلب عليه أبجديات التسويق هنا إشارة لمشاهير (السوشل ميديا) فالكثير يرنو إلى التسويق زاعماً بأنه أحد مكونات النجاح والوصول إلى الهدف وبات كل واحد منشغلاً بتأكيد أن سعره في سوق الحياة ليس بخساً وأنه يساوي الكثير حتى بات تسويق الشخص لنفسه أكبر من قيمته الحقيقية ومع مرور الوقت يصبح غير مهتم بالقيمة وينشغل بالسعر.. السعر كم عدد المعجبين وكم عدد المتابعين الخ.. فلا تنخدع بالكم الذي يوهمك بأن قيمتك مرهونة بالناس قيمتك أيها الإنسان تنبع من داخلك.

شعب المايا:

ظهرت قبيلة المايا منذ آلاف السنين وقد كان لهم دور في نشر الكثير من العادات والتقاليد الخاصة بهم.. ويتكون شعب المايا من العديد من طوائف المجتمع فكان بينهم المزارعون والتجار والقساوسة بالإضافة إلى النبلاء.. واشتُهر شعب المايا بعادات وتقاليد غريبة عجيبة منها على سبيل المثال.. خلع جميع أسنانهم فيما عدا طبقة النبلاء فقط هم من لهم حق الاحتفاظ بأسنانهم.. ويعد شعب المايا أول شعب يستحدث زراعة الكاكاو ويستهلكه.. والمدهش أن حضارة المايا عرفت الصفر على عكس غيره من الحضارات بل كانوا على دراية قبل غيرهم من الشعوب بالعمليات الحسابية كالضرب والقسمة وغيرها.