رقية سليمان الهويريني
من يقارن بين رحلة الحج قديماً ويراها الآن يلاحظ الفرق الهائل بين فقر الإمكانات سابقا ورخاء التسهيلات حاليا. ففي السابق كانت الرحلة إلى الحج تحفها المخاطر، وتنتاب الحجاج حالات مفرطة من الخوف برغم الشوق للبيت الحرام الذي تهفو له القلوب، وتتوق له النفوس. أما اليوم فالحج أصبح رحلة ممتعة، وبات الوصول إلى الأراضي المقدسة سهلا والإقامة ميسورة بفضل الله عز وجل ثم بتسخير حكومتنا إمكاناتها المادية والبشرية كافة من دون استثناء من أجل خدمة وراحة ورفاهية ضيوف الرحمن. حيث تتوفر في المكان جميع الإمكانات التي يحتاجها الحاج والمقيم.
برغم التحديات والصعوبات التي تواجه الحكومة في موسم الحج، وهي تسير حثيثا لإنجاز المشروعات الجبّارة التي يجري تنفيذها في مكة والمشاعر المقدسة، إلا أن الجهود المبذولة في سبيل راحة الحجاج واضحة للعيان ويشهد لها المنصفون.
فالمملكة تستقبل ما يقارب من مليوني حاج من شتى أنحاء العالم، وخلال مدة قصيرة تحشد الجهود لإنجاح خطة الحج بخدماتها وتحدياتها، ابتداء من السفر والإسكان والمواصلات، والأغذية والمشروبات، والصحة العامة، والحلول المالية، وشبكات التواصل وإدارة الحشود، والتحكم في حركة المرور، وإدارة النفايات والمخلفات. والجميل أن تقدم كل تلك الخدمات عبر برنامج تطبيقات تقني بمتناول الحاج وهو ما يعد قفزة وتطورا رائعا.
ومن يطلع على تطبيقات الحج ومحتوياتها؛ يفخر بهذه الإنجازات الحضارية، حيث يحمل تطبيق «محدد الحج والعمرة الملاحي» الخرائط الرقمية لمنطقة المشاعر المقدسة والمدينة المنورة، وتتضمن المعلومات المكانية الخاصة بالمباني والمنشآت ومخيمات المشاعر المقدسة والطرق والشوارع والأحياء وحدود المشاعر، والخدمات والمرافق العامة والمعالم. وكذلك تطبيق «صحة» الذي يحمل استشارات طبية، وقائمة من الأطباء المعتمدين، وشرح الحالة عبر الصوت والصورة مع التقييم النهائي للطبيب. وتطبيقات أخرى تحدد أماكن الخدمات كالمطاعم، ودورات المياه، ومراكز التسوق والبحث عن أقصر طريق ممكن إلى موقع الحاج. هذا عدا عن تطبيق «كلنا أمن» وتطبيق «نظافة» وتطبيقات خاصة بخدمات توصيل الأكل والغسيل والاسعاف. وإننا لنرجو أن يتقبل الله من الحجاج نسكهم، وأن يعز حكومتنا الرشيدة ويجزيها خير الجزاء على ما تقدمه من تسهيلات عظيمة لضيوف الرحمن لأداء هذا الركن العظيم.